الفترة الزمنية بين حريقي مدرستي البنات في مكّة المكرّمة وجدّة هي طويلة جداً، إذ تبلغ عشرة أعوام تقريباً!. وكان كلّ المطلوب حصوله خلالها هو أن تُتقِن الجهات المعنية بناء وسائل الإخلاء من المدارس الحكومية والأهلية عند وقوع الحرائق، دون تدافع مُميت، ودون تكسير النوافذ، ودون الطلوع إلى السطح ثمّ القفز الانتحاري منه، بغضّ النظر عن سبب الحرائق، سواءً كان مفتعلاً من 5 بنات صغيرات،كما هو الحال في مدرسة جدّة، وغيره!. فيا تُرى: ماذا حصل خلال هذه ال 10 أعوام؟ دعوني أقل لكم: أتقنت دبيّ بناء برج خليفة كأعلى برج في العالم!. أتقنت السويد والدانمارك بناء مشروع طريق عجيب بينهما، نصفه الأول كجسر فوق الماء، ونصفه الثاني كنفق تحت الماء، فتمشي السيارات فوق السفن وتجري السفن فوق السيارات في نفس الوقت!. أتقنت قطر ملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وستبني مشاريع الأحلام، بُنية مدن فاخرة، وملاعب خُرافية على البحر ومُكيّفة الهواء!. أتقنت الصين بناء مشروع أكبر سدّ في العالم، وهو سدّ الحناجر الثلاثة، وتصل مياهُه وكهرباؤُه إلى مسافات بطول أكثر من 1300 كيلومتر!. أتقنت فرنسا بناء أعلى جسر في العالم، بارتفاع 340 مترا، فوق وادٍ عميق جداً، فسهّل تنقّل الناس إلى مئات القُرى والمدن الفرنسية!. أزيدكم أو يكفي؟ أظنّ يكفي، وأعود إلى جهاتنا العزيزة، لو أتقنت بناء الوسائل، لم يكن يضرّنا حريق مفتعل أو غير مفتعل، لكن لو.. ما تنقذ إنسانا!.