أوقف الدفاع المدني العمل في البرج المتضرر من الحريق الذي نشب فيه البارحة الأولى المطل على طريق الملك فهد في حي المحمدية، فيما رفضت الشركة المنفذة للمشروع اعتبار العمل مفتعلا وإنما هو قضاء وقدر. من جانبه، أوضح لصحيفة «الاقتصادية» السعودية اليوم الدكتور إبراهيم البطحي وكيل أمين الرياض للمشاريع والتعمير، أن الترخيص لأي مبنى وخاصة ما يخص الأبراج يخضع لتوافر اشتراطات الأمن والسلامة، لافتا إلى التنسيق المباشر بين الأمانة والدفاع المدني، من خلال تواجد مندوب من الدفاع المدني برتبة عقيد متخصص في الأمن والسلامة في مقر أمانة الرياض للاطلاع على معاملات التراخيص الاستثمارية وخاصة ما يتعلق بالأبراج الاستثمارية بهدف التسهيل وتوفير الوقت على المستثمرين، إضافة إلى وجود استشاري لدى الأمانة متخصص فقط في الاشتراطات ووسائل السلامة في المباني وهذا من أجل دعم الأمن والسلامة في المنشآت السكنية والمكتبية والاستثمارية وتوافر اعتبارات وشروط الدفاع المدني مثل مخارج الطوارئ ونظام رش مياه الحريق، وسلالم الهروب وغيرها من وسائل السلامة، مؤكدا أنه لا يمكن الترخيص لأي مخطط إلا بعد الترخيص له من قبل الدفاع المدني. وعن حريق البارحة الأولى في البرج المطل على طريق الملك فهد وتأثير مثل هذه المنشآت في المنازل المجاورة، أكد الدكتور البطحي أن الأبراج والمنشآت العالية موجودة في جميع أنحاء العالم، وهذا من متطلبات التنمية والاستثمار، ولابد من استيعابها، وكون حدوث حريق في برج لا يعني أن هذا التوج سيئ، وعلى أية حال فالدفاع المدني بذل البارحة الأولى بمشاركة الفرق الأمنية من دوريات أمنية ومرور وفرق للهلال الأحمر جهودا جبارة ومضاعفة، وهذا ما اتضح من إشراك الطائرات العمودية في عمليات الإطفاء، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحريق عندما ينشب في برج يمثل خطورة وأن المباني الأخرى مثل المنازل أو المستودعات ذات الطابق الواحد ليست خطيرة، بل الحريق عند عدم مواجهته ومكافحته فإنه ينتقل وبسرعة. وأبدى وكيل أمين الرياض للمشاريع والتعمير استغرابه من حدوث الحريق في مبنى خرساني تحت الإنشاء، مؤكدا أنه من المفروض على الشركة المنفذة «مقاول البناء» الأخذ في الاعتبار ليس فقط لاحتمالات الحريق وإنما جميع احتياجات الموقع سواء ما يخص العاملين أو المجاورين للموقع والمارة سواء من الأشخاص أو المركبات، مؤكدا أن الاهتمام بمثل هذه الأمور يرفع من مستوى الأداء في الموقع ويحقق المصلحة العامة. إلى ذلك، روى شاجع الحارثي وكيل الشركة المنفذة «مقاول البناء» لمشروع البرج، وهي مملوكة لمستثمر مصري ل«الاقتصادية» ملابسات الحادث الذي وقع نحو الساعة 6:40 مساء، حيث يعمل في الموقع حارسان يتناوبان، أحدهما مصري والآخر بنجلادشي، وشاهد أحدهما وهو خارج فترته حريقا في الدور الأعلى، حيث قاما الحارسان بالصعود بالمصعد الكهربائي لإطفائه وكان في زاوية الدور مجموعة من الأخشاب أسهمت في اشتعال النار، وخلال عملية الإطفاء بواسطة خرطوم ماء يعمل بالضخ الكهربائي في الموقع نفسه وحضور الدفاع المدني فور تلقيه البلاغ حيث شرع على الفور في قطع التيار الكهربائي ما تسبب في توقف الماء وبالتالي كان من الممكن إطفاؤه بالخرطوم نفسه ولكن كل مقدر، ونحمد الله في عدم وجود أضرار أو إصابات لأي شخص في الموقع أو المجاورين، لافتا أنه حتى الآن لم يتم تقدير الأضرار الحاصلة من الحريق. وأشار الحارثي إلى أن الموقع تم إيقاف العمل فيه بأمر من الدفاع المدني، حيث تم تكليف مختبر لفحص البرج بكامله من الأساسات وحتى الأعلى، وبناء على النتائج يقرر مواصلة العمل أو أي إجراء آخر، إضافة إلى تكليف مهندس لفحص الونش «البرج»، مضيفا أن الونش «البرج» محكم الربط، لافتا إلى أن الشركة لا تتهم أي شخص بالحريق، حيث تم التوقيع بذلك للدفاع المدني الذي حضر اليوم للاطلاع على الموقع، كما طلب مني الحضور إلى مقر الدفاع المدني في حي السفارات لاستكمال باقي الإجراءات، مبينا أن المبنى مؤمن عليه من قبل إحدى شركات التأمين.