لا مبالغة في بيانات وزارة الداخلية، ولهذا.. عندما دَعَتْ في بيانها الأخير مُثيري الفتنة في بلْدة العوّاميّة بمحافظة القطيف إلى تحديد موقفهم، إمّا الولاء لله ثمّ للوطن، أو لتلك الدولة المُوعِزة لهم، فهذا يعني أنّ في الوطن، للأسف، مَنْ يُفضّلون غيره عليه!. انهم قِلّة، بحول الله، ولو أقرّوا بهذا التفضيل المرير، ولم يُمارسوا حوله أيّ مداراة، لأمكن البدء بحلّ المشكلة بتوجيههم وتوعيتهم لما يحقق مصلحة الوطن ، لأنّ المُقِرّ يتصارح ويتفق على رؤية وطنية مُشتركة، طبعاً إيجابيّة، أمّا المُداري فيلفّ ويدور، ولا يتصارح ولا يتفق!. إذن، هلمّوا يا هؤلاء نتصارح حول أهمّ نقطة، وهي: هل تلكم الدولة تريد مصالحكم أم تريد مصالح أجندتها السياسية التي تُخطّط لها منذ قرون؟! بالله عليكم فكِّروا مثنى وثُلاث ورُباع قبل الإجابة، وسأغشّشكم فيها، بشرط ألاّ تخبروا عنّي، إذ والذي نفسي بيده، لو كانت تريد مصالحكم لما عَيَّشَت بيْن ظهرانيْها كثيراً من مواطنيها العرب، في ضنكٍ من العيْش وكبْتٍ لا يتحمّله إنسان أو حتى حيوان، وأنتم، لا مؤاخذة، لستم أعزّ عليها منهم!. مقابل ذلك، انظروا إلى مُستوانا المعيشي، ألا يحسدنا عليه الكثيرون؟ قد يمسّه قُصُور في بعض أوجه الخدمات ويتم تداركه في اطار توجيهات القيادة الرشيدة التي تسعى دوما للاصلاح والتطوير ، لا أنكر هذا، لكن سمُّوا لي وطناً واحداً ليس في بعض ما يقدمه لمواطنيه من خدمات قُصُور؟! ولماذا نُحمِّل الوطن مسئولية القُصُور دون تحميله الأفراد الذين هم نحن جميعا؟! والوطن أسرة كبيرة، لها رمز عظيم هو فطرة حبّه والإعتزاز بالإنتماء إليه، ولها أثر أعظم هو العمل على إعماره لا هدْمِه، وليسأل كُلٌ منّا أين هو عن هذا الرمز وذاك الأثر؟. تصارحْنا؟؟؟ طيّب ممكن نتفق؟ على الوُدّ والولاء والإصلاح للوطن!!.