اختارت الطالبة أروى عبدالله الفقيه في بحثها الأكاديمي عن القيم، تعريفها بأنها «حكمٌ يصدره الإنسان على شيء ما، مهتدياً بمجموعة المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشرع، محدداً المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك»، بعد أن أوردت بضعة تعاريف أخرى كان اللافت من بينها التعريف القائل «القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية وتختلف بها عن الحياة الحيوانية، كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها». ومثل الكثيرين، نعتبر أن القيم عبارة عن منظومة متنوعة، مثل القيمة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والرياضية والوطنية والصحية.. إلخ، لكن البحث «القوقلي» أرشدني إلى البحث أعلاه. هناك قيم عالمية تشترك فيها جميع الشعوب، وهناك قيم التسامح والمسؤولية، وقيم احترام الآخر والتعامل معه، وقيم التعاون وقيم التقدير وقيم التعايش وقيم احترام الثقافات وقيم احترام الذات وقيم العدالة والحوار والسلام والصدق. لم أجد احتفاءً كتابياً بالوطن في يومه سوى هذه الكلمة، تلح علي وأنا أعلن حبي وولائي ضمن إعلانكم جميعاً، لهذا الوطن، ومعها محاولة أخرى للخروج من نمطية الكتابة المناسباتية إن صحت العبارة. القيم السعودية مشتركة مع كثير من القيم، والقيمة السعودية لها حضور ليس في وجدان السعوديين وحدهم، ولكن بحكم المكانة وخدمة المكان الأقدس، وبحكم التاريخ المشرف وبحكم الكرم الأخوي، وحتى السياسي. كانت الصدارة الإقليمية، والقيادة الإسلامية، والقوة العربية من نصيبنا دوماً، وهو فضل من الله، ثم هو بفضل عراقة الحكم، ومزجه الحكمة بالحنكة، والعلم بالحلم. تشعر بلا شك بذلك، تعرف أن القيم السعودية، أوصلتها للمكانة السياسية المحترمة والمقدرة والتي تعتبر في الطليعة، ويمكن القول إلى مكانة اقتصادية وإن بدرجة مختلفة، وبرزق مقدر لها، بصمات في تاريخ الأمة والمنطقة والعالم لا يخطئها المنصف. ومن باب الحب نفسه، تتمنى أن تكون الأقوى والأفضل تقنياً، صناعياً، أدبياً، وسلوكياً، أن تكون صاحب الفرد المنتج، المسهم في تنمية لا ترتكز باستمرار على مورد طبيعي، وأبشرك أن أمنياتك تتحقق شيئاً فشيئاً، فالإصلاح مستمر، برغبة موجودة لدى ولي الأمر، وواجبنا الوطني أن نجعلها موجودة محبوبة في وجداننا، ووجدان أطفالنا وجيراننا وأصدقائنا وأحبائنا. ذكرى اليوم الوطني، تذكير بالتوحيد والوحدة والحب، بمؤسس البلاد، وهي يجب أن تكون أيضاً تحفيزاً للتنافس مع الآخر، التنافس الإيجابي المرتكز على القيم، والذي يمكن أن يرسّخ القيم السعودية الخاصة من بين القيم الإنسانية العامة. كل عام وأنت يا وطني أجمل، أقوى وأكثر اتساعاً مما تبدو عليه أرضك الرحبة، بالعقول الأرحب، والصدور الأنقى، والأنفس التي تتوق لانتزاع الصدارة، وتروم إلى خصوصية حقيقية، وليست واهية كحجة مستهلكة لأي ازدواجية سلوكية أو تقصير في أداء أو عمل باطنه الفساد، مهما كان شكل ظاهره.