أيهما أجمل قلب يحبك أم عقل يحترمك؟ بالتأكيد ستكون الإجابة الحصول عليهما معاً، وهو أمر لا يتاح في كل من يحبك، وان بدا لك انه متاح فيك فتأكد ممن تحب، والحب جميل إن كان صادقاً، والاحترام جميل إن كنا نستحقه! قرأنا أن هناك حباً فطرياً، وآخر مكتسباً، فالإنسان يولد ويفطر على حب أمه وأبيه، ثم يكتسب حب المكان الذي يعيش فيه، فينشأ حب الوطن الصغير، المنزل، ثم تتوسع دائرة الحياة، فينشأ حب الوطن مدعوماً بالانتماء، وباحترام الوطن له المبني على احترامه لنفسه ووطنه. ومع اقتراب يوم الوطن، قرأ بعضنا مقالات وسجال حول الحب، حب السعوديون لبلدهم، وحب المقيمين للسعودية، وفيها مقارنات بشعوب ودول واستشهاد، وشهادات، لا تصل معها إلى نتيجة حاسمة، لكنك تفتح عقلك للأفكار، مثلما فتحت منذ صغرك قلبك لحب الوطن. وإذا كان الحب هنا مكتسباً، فالشعور المضاد أيضاً مكتسب، وحتى الحياد، أي من لا يحب ولا يكره وطنه، أو مكانه الذي يعيش فيه مغترباً جميعها تظل مشاعر مكتسبة، وهذا الاكتساب سيظل دوماً نقطة الانطلاق لبناء مشاعر محددة، تتبلور إلى إيمان في أعلى درجاتها، أو إلى قناعة في أدناها بأن يكون الحب متبادلاً. السؤال: هل يحبنا الوطن؟ وهو قد يبدو صادماً لو أخذ على لفظه، حاضناً لو أخذ على معناه، وهو وإجاباته المختلفة الأفكار وأساليب العرض ما يقودنا إذا صهرناه مع حبنا له في بوتقة الإنسان والتاريخ إلى الرغبة البديهية المتمثلة في إجابة سؤال الاستهلال أعلاه: الحب والاحترام، وربما نعرف أننا نحب بلادنا، وبالتأكيد نحترمها، فكيف نعرف، أو نعرف من نريد زرع الحب في قلبه والاحترام في عقله، أن الوطن يحب، ويحترم؟ من طرف الحب فالوطن يحبنا بالفطرة لا شك في ذلك، وولاة أمره وأمرنا يعشقون رفعتنا ورفاهنا وكل ما يمكن أن يوصلنا إلى القيمة الإنسانية، والمنجز الأممي، وهم أيضاً يحترموننا كبشر، ثم يحترموننا كرعية لها حقوق، وجميعهم حتى بشهادة العدو، له باب مفتوح، لا يشبهه إلا قلبه المفتوح لمبادلتنا الحب والاحترام. من طرف الاحترام، هناك على أرض الواقع، وأرض الواقع هنا هي الجهات الحكومية، وبعض مسؤولي وموظفي الحكومة، ومعهم بالتأكيد بعضنا، هناك ما يمكن تحسينه، أو تجميله، أو حتى تغييره وإلغائه، ليزداد وهج الحب في القلب، مع القناعة بلذة الاحترام في العقل. أشياء صغيرة، كثيرة، لا يستجيب المزاج لفكرة سردها، فهو لا يريد في يوم الوطن، وكل أيامنا له، إلا أن يعيش الفرحة باليوم الوطني. [email protected]