أول قطرات غيث التغيير في قناة «m.b.c» تفاعل إدارة المجموعة مع التصريحات غير المسؤولة التي أطلقها المذيع اللبناني جورج قردا حي متهما عبرها الإعلام العربي بالتدخل في شئون سوريا والتآمر على الحكومة السورية, وجاءت استجابة الشيخ وليد البراهيم سريعة جداً ومواكبة للحدث ومتجاوبة مع ما طرحته جريدة الجزيرة وما كتبه الزميل محمد آل الشيخ حول تجاوزات القرد احي, وكان القرار صائباً بعدم عرض برنامجه الجديد «أنت تستاهل» لأنه فعلاً يستاهل الإيقاف، فالقناة هي التي شهرت قرد احي وكان عليه أن يقدر لها هذا الفضل إلا أنه لم يفعل وتنكر لمن منحوه الفرصة الذهبية، فكان الجزاء من جنس العمل. قرار قوي يحتاج لدعمه بقرارات أخرى لإبعاد أكثر من عنصر يسيئون للقناة واسعة الانتشار حيث يشاهدها الملايين في كل أنحاء العالم ويحرص كل مشاهد أن يقدم من على منبرها المتميز المفيد وأن لاتتاح الفرص إلا للجديرين.. والقناة بدون مبالغة تقدم برامج دينية واجتماعية وإخبارية ورياضية ومسلسلات كوميدية ودرامية بعضها جيد، لكن ما يعيب بعضها الآخر ضعف الأفكار وميلها للتهريج لتغطية نقص المعدين والمقدمين وتواضع قدرات بعض الأسماء الفاقدة للمقومات الأساسية في التقديم وإجراء الحوارات القوية. تظهر أسماء مجهولة فجأة وكأننا في حقل تجارب ثم تختفي سريعاً دون أسباب واضحة، وأسماء تستمر لفترات طويلة رغم أنها لم تقدم الإقناع الكافي للمشاهدين ما يعني أن القناة بحاجة لخطوات تصحيحية، ولعل هذا القرار الحكيم بإبعاد السيد جورج قردا حي البداية لقرارات أكثر صرامة تستهدف برامج بعينها تحولت لأملاك خاصة لمقدميها الذين عمّروا فيها طويلاً وصارت إطلالتهم غير مرحب بها، بل إنها جلبت الملل للمشاهدين ولم يقدموا الجديد في الوقت الذي قدمت لهم القناة كل شيء ويكفي أنها نقلتهم إلى عالم النجومية وصاروا نجوما ملء السمع والبصر وعرفت الناس بهم فاستفادوا من علاقاتهم العريضة لتوجه لهم الدعوات ويحظون بالاستضافات. سأكون شفافاً أكثر، برنامج (صدى الملاعب) قد لا يعرفه الجميع بهذا الاسم لكن لوقلت برنامج (مصطفى الأغا) فسيعرفه أيّ متابع مباشرة, تحول هذا البرنامج الرياضي للأسف إلى ساحة للتهريج واستخفاف الدم والسخرية من الضيوف والمشاهدين, وتسخير البرنامج لتلميع صورة المقدم بعمل لقاءات مع فنانين ولاعبين ومدربين بعضهم لا يتكلمون العربية ولا يعرفون البرنامج، المهم يقولون ويرددون ما يمليه عليهم المراسلون المعينون من قبل مقدم البرنامج ومديره العام. عبارات «أنا أحبك يا مصطفى، وسلم لي على مصطفى، والله أنك عسل يامصطفى... إلى آخره»؛ عبارات كثيرة لا أستطيع حصرها أصابتنا بالغثيان أعزكم الله حركات مكشوفة ولا تحتاج تفسيراً، تسرق وقت البرنامج الذي هو ملك للمشاهد. لا يظهر في البرنامج إلا أسماء مكررة حجزت مقاعدها في الكراسي المقابلة للمقدم بعد أن حصلت على المفتاح السري المؤدي لقلب «سي مصطفى». مصطفى الأغا يدرك بأنه لا يحظى بقبول المشاهدين لذا يردد مقولته الدائمة وفي تحد صارخ «أنا قاعد على قلوب اللي ما يحبوني».. يعني موتوا ما أحد يقدر يزحزحني، ومن لم يعجبه فليشرب من ماء البحر. لو أجري استفتاء لمن يفضل مقدم البرنامج ومن لا يفضله أعتقد أن الأغلبية سيجيبون بأنهم لا يفضلونه. رجائي الحار للشيخ وليد البراهيم بسرعة تغيير هذا المقدم، فقد أخذ فرصته كاملة وحان الوقت لمنح الفرصة لأحد الإعلاميين السعوديين المتميزين أوحتى الخليجيين وما أكثرهم.