.. ومرة أخرى يثبت رجال الأمن مقدرتهم الفائقة وتأهيلهم العالي لإدارة الحشود مهما تضاعفت أعدادها، ولعل النجاح الباهر لموسم العمرة في رمضان هذا العام خير دليل على ذلك؛ فإدارة أكثر من ثلاثة ملايين معتمر في الشهر الفضيل ليست بالأمر اليسير أبدا، فالأعداد التي دخلت معتمرة وزائرة ومعتكفة إلى البيت العتيق وتجولت في شوارع أم القرى فاقت الأعداد التي يتزامن وجودها في وقت واحد في موسم الحج. الجميع يدرك أن خصوصية مكةالمكرمة قبلة المسلمين فيما يتعلق بعدد الزوار لها طيلة العام وفي موسمي الحج ورمضان، تجعلها تختلف عن أي مدينة في العالم، والتعامل مع الحشود الغفيرة يحتاج إلى تقنيات عالية الدقة وآليات متطورة وكوادر بشرية عالية التأهيل، وهو ما نجحت وزارة الداخلية في تحقيقه بتوجيهات مهندسها الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز. ورغم النجاح الكبير الذي حققه رجال الأمن في القطاعات المختلفة قوة أمن الحرم، الدفاع المدني، المرور، والشرطة إلا أن طموح الأمير نايف لا يقف عند حد كما نعلم جميعا فقد جاءت كلمته خلال لقائه بوزير الحج ومنسوبي وزارته: «نحن سنكون معكم وسندعمكم بكل ما يجب أن يتم وسندافع عنكم، وفي نفس الوقت سنقول لكم بصراحة إذا كان هناك خطأ أو قصور، فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وكلنا شركاء في هذه المسؤولية، وقد تجدون ملاحظات على وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن فلا تترددوا أن تقولوها، لأنهم كذلك مواطنون وسخروا لخدمة الحجاج فهم بشر وغير منزهين عن الخطأ حتى يحاسب المخطئ»، تكريس لمفهوم وطن الشفافية والنزاهة، وترسيخ لعنوان «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه»، ودعم لا متناه لخدمة الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام. الأمير نايف يعامل رجال الأمن معاملة الابن والأخ من الجندي إلى أعلى الضباط رتبة، ولهم عنده حظوة كبيرة، وهو الأكثر غيرة وحرصا عليهم والداعم لهم، وقد وجه لهم شكره البارحة الأولى على كل ما يقدمونه، وهو أكثر من يعلم في قرارة نفسه بأنهم لم يقصروا في أداء المهام المناطة بهم، إلا أن لسان حال الأمير نايف يقول إن المرحلة لا مكان فيها للمقصرين ولن يستثنى أحد من المحاسبة من منطلق حرصه عليهم أيضاً وعلى أمن وطنهم ومواطنيه. كلنا شركاء في وطننا كما أكد ويؤكد الأمير نايف في كل حديث وخطاب، ولا بد لنا أن نثبت أننا نستحق العيش في هذا الوطن العظيم.