عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تأسيس هيئة وطنية لمكافحة الفساد، مؤكدا أنها ستحاسب «كائنا من كان»، جابت كلمته الآفاق واستبشر بها المواطنون خيرا وكلهم ثقة في أنه وعد ملك سيتحقق، وكعادته.. قالها الملك الصالح ووفى. لقد رسخ الملك عبد الله بهذه الكلمة دستور البلاد، وأكد على أننا نعيش عصر الشفافية والنزاهة والحرب على الفساد، وعقب ذلك تأكيدات لهذا المفهوم المتحضر في كل خطاب وأمر ملكي، وجاءت كلمة النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لوزير الحج ومنسوبي وزارته البارحة الأولى: «نحن سنكون معكم وسندعمكم بكل ما يجب أن يتم وسندافع عنكم، وفي نفس الوقت سنقول لكم بصراحة إذا كان هناك خطأ أو قصور، فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وكلنا شركاء في هذه المسؤولية، وقد تجدون ملاحظات على وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن فلا تترددوا أن تقولوها، لأنهم كذلك مواطنون وسخروا لخدمة الحجاج فهم بشر وغير منزهين عن الخطأ حتى يحاسب المخطئ»، تأتي هذه الكلمة تكريسا لمفهوم وطن الشفافية والنزاهة، وترسيخا للعنوان الأكثر جذبا في الحرب على الفساد «كائنا من كان» مسؤول مهما علت مكانته، أو موظف في القطاع العام أو الخاص، أو رجل أمن، الجميع أمامهم مسؤولية حماية الوطن والمواطن والمقيم، والجميع أمام رسالة تاريخية لمرحلة لا مكان فيها للمتخاذلين والمقصرين ولن تستوعب الفاسدين الذين سيلاحقون ويحقق معهم ويحالون إلى القضاء ليقول بكل استقلالية كلمته فيهم. كلنا شركاء في هذا الوطن كما أكد الأمير نايف، ولا بد لنا أن نثبت أننا نستحق العيش فيه.