ترى ماذا ينتظر تلك الأرواح الغضة من خريجات الثانوية العامة للموسم الدراسي المقبل، وكيف ستخوض الأسر تحدي توافر المقعد الجامعي للبنات؟ ظاهرة تطفيش الفتيات من التعليم العالي تشعبت وتشابكت والتعليم بات اليوم يستخدم لوأد أحلام الفتيات بذريعة المقعد غير المتاح أو التخصص المغلق أو النسبة المنخفضة، يوجد لدينا إعادة إنتاج لوأد البنات روحيا ونفسيا! مقعد في التعليم العالي يعني لاحقا الحصول على وظيفة وزوج لتكتمل أركان الحياة الكريمة التي رسمها المجتمع للفتاة، وضياع هذه الفرصة يعني المستقبل القاتم المظلم! ما يحدث في قطاع التعليم العالي نتيجة منطقية ناتجة من سوء التخطيط للتخصصات غير المتوائمة مع احتياجات سوق العمل، وانعدام فائدتها وعدم إغلاق التخصصات التي تهدر الوقت والجهد ويتم تحويل الطالبات إليها حتى وصلنا إلى أرقام البطالة المؤنثة القياسية، وبما انتهى بنا إلى صرف ثروة على برامج التدريب والتأهيل، وهذه مفارقة، وليس انتهاء بتعقيدات النسبة التراكمية وامتحان القدرات والتحصيلي، والاختراعات التي ليست لها علاقة بما يحتاجه الإنسان ليقود حياته والتحديات التي ستواجهه متسلحا بالمهارات والخبرات والتجارب. يحتاج قطاع التعليم العالي إلى إعادة هيكلة وشراكات استراتيجية مع جهات ذات علاقة تردم الفجوة وترتق ما طال البنى التحتية التي تم رفدها في الأعوام بين 2005 و2009م بافتتاح جامعات في المناطق على أمل أنها ستنهي أزمة ندرة المقاعد، أحداث هذا العام تؤكد احتياجنا إلى إعادة النظر في خطط التنمية المرتبطة بالتعليم العالي وعدم المكابرة وادعاء أن الأمور تسير على ما يرام.. إلى جانب أهمية اعتماد حلول مقبولة ومجمع ومتفق عليها مثل فكرة التعليم عن بعد المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والخدمة المدنية في حين أن وزارة التربية والتعليم لا تقبل خريجات الانتساب.. كيف ننتظر من الطالبة أن تقبل على أسلوب تعليم لم يعترف بشهادته في أكبر قطاعات الدولة استقطابا للموظفات؟ مع مستجدات الأحداث آن الأوان لوجود المتحدث الرسمي في وزارة التعليم العالي للرد على ما تطاير من استشكالات وشائعات بالنفي أو الإثبات وخاصة شائعة أن الجامعات سوف تستوعب ما يقدر ب300 ألف طالبة ومن يتابع ويفحص الأرقام المعلن عن قبولها يجدها لم تتجاوز 100 ألف طالبة.. وكم هو مهم للغاية تحديد والإعلان عن السقف الزمني لتطبيق القرارات الملكية، ولعله من الأهمية بمكان أن يعرف المجتمع على أي أساس تمنح العاملات في عمادات القبول والتسجيل إجازاتهن السنوية وقت ذروة التسجيل في الجامعات!