“مسكينة هي المرأة في بلادنا” .. هذا ليس رأينا ولكن رأي الارقام والاحصائيات التي تشير الى ان المرأة رغم انها رقم لا يستهان به الا انها لم تحصل على حقها في التوظيف بعد ، وربما لأن معظم الوظائف المتاحة في القطاع الخاص لازالت “ذكورية” . تقول الارقام ان قوة العمل في المملكة تصل الى 4 ملايين فرد ، يمثل النساء 15.5 % منهم فقط . اما عدد العاطلين الاجمالي 448 ألف عاطل ، تصل نسبة النساء بينهم الى 22.9 % . اما المصيبة الاعظم فهي ان 78 % من الحاصلات على شهادة البكالوريوس عاطلات حسبما اكدت مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات. صدمات متعددة لازالت تتلقيها النساء الراغبات في العمل ، اخرها تصريح وزارة العمل على لسان نائبها حينما قال إن الوزارة تعرضت إلى التهديدات والاتهامات والانتقادات لمنع تنفيذ القرار 120 الخاص بالسماح للمرأة بالعمل في البيع بالأسواق، وحوربت من قبل المجتمع. وأشار الى أن رجال الأعمال كانوا أكثر محاربة للقرار، زاعمين أنه يؤدي إلى تكاليف إضافية على الدولة، وأن الوزارة لو فرضت القرار سينتج عن ذلك إشكالات اجتماعية وأن المنتجات النسائية لن تكون متاحة في الأسواق وان المرأة التي ستعمل في هذا المجال معرضة للمخاطر. اذا ماذا تفعل النساء لكي يحصلن على فرصة عمل ، فها هي وزارة العمل تضع الكرة في ملعب المجتمع ، وهذا المجتمع لازال يمارس القساوة على توظيف النساء ، فان عملت ممرضىة لاحقتها العيون وتطاولت عليها الشائعات ، وان اتجهت الى السوق اصبحت عرضة للمعاكسات والغزل غير العفيف .. فماذا تفعل الخريجات وقد اصبحن قاب قوسين او ادنى من اليأس . في البداية تقول سامية فرساني (خريجة من جامعة الملك عبد العزيز تخصص علم اجتماع) إن عدم فتح التخصصات الجديدة بالكليات والأكاديميات ساعد على تكدس الفتيات في التخصصات التقليدية وكانت النتيجة خريجات من أقسام معينة وتقليدية كالتاريخ وعلم الاجتماع بأعداد هائلة وأماكن غير شاغرة للعمل في حين أن هناك مجالات أكثر احتياجا وفرصا وظيفية اكبر ولكنها غير متاحة . مثلا في جامعة الملك عبد العزيز هناك تخصص العلاقات العامة وله شعبية واسعة فلا توجد مؤسسة أو جامعة سواء بالقطاع الخاص أو الحكومي بلا علاقات عامة ومع ذلك الاقبال على هذا التخصص ضعيف . اما مها الجحدلي (طالبة إعلام على وشك التخرج) فقالت إن بطالة الفتيات عائق لا يمكن أن تتجاوزه أي فتاة إلا بالطموح أو الدعم من الأسرة أو المجتمع فتعددت أسباب البطالة بعدم التحصيل العلمي الجيد أو الخبرات المطلوبة في أكثر الجهات الوظيفية ونرى أن أغلب الوظائف تكون شاغرة لمن يمتلكن الخبرة وتفشي الواسطة يقتل الكفاءة وأن الفتاة التي لا يوجد لديها دعم يتمثل بتواجد شخصية مسئولة تدعمها هنا يكون طريقها نحو دائرة البطالة مؤكدا . واضافت : تختلف الاسباب المؤدية إلى البطالة من فتاة لأخرى بأسباب اجتماعية كرفض المجتمع لكثير من المهن التي من الممكن أن تمارسها الفتاة أو أسرة ترى عدم ضرورة التعليم والبحث عن الوظيفة لابنتهم أو جهات رسمية تطلب أعلى المستويات وأكفى الخبرات وكل هذه المشكلات هي التي تعيق الفتاة وتجد صعوبة لتنمية ذاتها بأن تتجاوز البطالة وتحلم بشي يشغلها عن المكوث بالبيت والهروب من الأفكار السوداوية التي تقتل حلمها وخوفها من أن تبقى داخل حصارها في ضل تتعدد المشاكل والسلبيات بالبطالة والتي يكون حلها في العمل وإشغال الوقت بما يفيد حتى تنعكس ايجابيات الفتاة وتظهر إبداعاتها . فرص عمل قليلة جدا بينما تقول عنبرين محمد رياض عبد الحفيظ (طالبة بجامعة دار الحكمة) أن الفرص الوظيفية قليلة جدا والسبب هو أن كل مكان وخصوصا القطاع الخاص لا يقبل توظيف الطالبات السعوديات خوفا من أن الفتاة حين تتغير حالتها الاجتماعية وتتزوج ستترك الوظيفة حتما ، وتشير الى أن الفتاة عندما تقدم السيرة الذاتية عبر الايميل لا يأخذون طلبها للوظيفة بجدية مع انه يأتيهم الكثير من الطلبات في اليوم الواحد والتي لا ينظر لها بعين الاعتبار بسبب عدم الجدية بالتقديم من قبل الطلاب ، كما أن الجامعات في شطر الطالبات ليس لديها تخصصات كثيرة ومتاحة كما التخصصات عند الطلاب في مجالات متنوعة ولديهم فرص أكثر للوظيفة . وبدورها تؤكد عبير الجهني (خريجة كلية الآداب قسم لغة عربية) : هناك خريجات بنسبة متزايدة في كل عام يحصلن على شهادات البكالوريوس لمجرد إكمال الدراسة وفكرة العمل تكون مؤجلة دوما لديهن .. وعادة ما تكون الفتاة السعودية مرفهة لا تحتاج للعمل لكي تحقق مستوى معيشيا معينا إلا من أرادت أن تثبت وجودها وتحقق شيئا وبصمة بالمجتمع وهن يمثلن النسبة الأقل. وتقول لطفيه بارك (أستاذ مشارك في كلية الاقتصاد المنزلي) أنه بطبيعة عملي كأستاذة في كلية يهمني أن أبحث عن قضية البطالة لدى الفتيات والتي غالبا ما يكون سببها من الفتيات أنفسهن بعدم تواضعهن بقبول الوظائف البسيطة بينما تكون هذه الوظائف من نصيب العمالة الأجنبية وأن كثيرا ما قيل عن الفتاة السعودية في أنها غير مؤهلة فمثلا عدم التزامها بالوقت وحرصها على المناسبات الاجتماعية وهو ما تفضله الفتاة السعودية عن العمل عادة كما يعرف فحين تعرض هذه الفتاة لمنصب معين في شغل وظيفة بسيطة مثلا تتواضع الأجنبية للعمل بها بينما احتمال قبول الفتاة السعودية لهذه الوظيفة ضئيل جدا مع الأجنبية الأمر الذي جعل الفتاة المقيمة أكثر استقطابا وطلبا من قبل الجهات التي تهتم بتوظيف الفتيات وخصوصا القطاع الخاص ، كما أن العمل الميداني والعمل التطوعي هو السبيل الوحيد لاكتساب خبرة وتجعل لديهن الكفاءة الأجدر التي تخولها للالتحاق بالعمل الوظيفي بغض النظر عن حجمه والهروب من البطالة التي تقتل تنميتها لنفسها ولمجتمعها ..