دخلت كلمة « شيخ «(sheikh) القاموس الإنجليزي في العام 1570 ميلادي ، لتعني كبير عائلة ، أو ذا مقام ديني أو مرشد شرعي . ولها أيضا مدخل آخر في قاموس الاشتقاق أو تعليل أصل اللفظة ، وهو كبير السن. وفي لسان العرب الشيخ : الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ؛ وقيل: هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره ، ومنه شِيخانٌ وشُيوخٌ وشيخة ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشايِخُ . وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ. وشَيَّخْته دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل؛ وتصغير الشَّيخ شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ أَيضاً، بكسر الشين، ولا تقل شُوَيْخ. وفي السنين الأخيرة صرنا نسمع أهل الشام ومصر يمطرون كل من يرتدي اللباس العربي بهذه الكلمة . ويريدون بها التبجيل . ولقب شيخ يطلقه المصريون من باب الفكاهة على بعض الأشخاص مثل قولهم « ابسط يا عم الشيخ ما تشوفش الهم «. حتى المطاعم صارت تمنح الكلمة للمكان فوجدنا شيخ ال .. ( .. ) وشيخ .. ويأتي اسم الأكلة . وفي التنزيل وجدنا أن كلمة شيخ ورد ذكرها في عدة مواضع ، قال الله تعالى ( قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخاً كبيرا .. الآية) سورة يوسف : 78 . وقال تعالى ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً .. الآية ) سورة غافر : 67 . وقال تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص : 23 . ومنها نرى أنها تتعلق بكبر السن ، وليس فيها للمال والجاه والتفقه صلة. وأهل المغرب لايقولون لمن بلغ من العلم ما بلغ « شيخ «إنما العرف عندهم هو كلمة الفقيه وفي نظري أن كلمة الفقيه أدق من كلمة شيخ لأن الإنسان الفقيه بلغ من التفقه والمعرفة في مجاله ما عرف ، بينما يطلق على طالب العلم مصطلح (الطالب) ولو بلغ في طلب العلم مرتبة كبيرة إلا انه يطلق عليه لقب طالب. ووصلت الحال عندنا إلى كون الناس يسألون عن « جلسة الشيخ « في الأماكن التي يجدون فيها الطب الشعبي والقراءة في الماء وكتابة التمائم.