اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي وصية الله للاولين والاخرين وان لاتفرنهم الحياة الدنيا فإن ورائهم قبرا ثم نشرا وبعثا ثم حشرا وان يتذكروا الموت لان ذكراه تردع عن المعاصي وتلين القلب القاسي. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها في المسجد الحرام اليوم//سفن شهركم ابحرت واحتواها الافق وما ظل الا مركبا او مركبان يجافيها الساحل وتستدنيها الامواج وهي موشكة ان يبتلعها اليم فمن استدرك نفسه في هذين المركبين فان الرحلة لن تفت ومن تاخر عنها فقد حرمته همته واضاعته غفلته وهو لما سواها من المواسم اضيع //فما ثمة في شهركم الا اوقات قليلة وركعات معدودات وسجدات ومواطن قليلة تتحرى فيها الدعوات ثم الى الله المورد وعند باب عتباته الموعد //وان السنون تمر تباعا وتعبر الليالي صراعا والاعمار فيما بينهما تدور تجري بنا الايام وان كنا قعودا وتنتقص منا الاعمار وان كنا رقودا قبل ايام اشرابت الاعناق تترقب اطلالة الشهر الكريم وماهي الا ليالي كالخيال مرت واذا بالضيف العزيز يشد رحاله ولملم اطرافه ويسحب ظلاله مودعا راحلا كالوليد يرحل في ايامه الاولى شهر لم نكد نهنأ به حتى ارتحل الله اعلم هل يكتب لنا لقاءه القادم ام لا كيف لاناسا على شهر ترطبت فيه افئدتنا وابتلت ارواحنا وانست فيه قلوبنا انه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر الصيام والقيام والتسابيح والتراويح شهر التوبة والانابة / شهررمضان الذي انزل فيه القران //شهر التضرع والدعاء والتملق والبكاء والصدقة والاحسان شهر الخيرات والبركات طويت صحا ئفه وختمت ودائعه فليت شعري من المقبول منا فيهنأ ومن المردود فيعزا في الحديث الصحيح // ان جبريل عليه السلام قال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم // من ادرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل امين فقلت امين // ترى هل هي وقفة وداع ام وقفة محاسبة . واضاف //هكذا هي الاعمار تتصرم والاجال تتخرم يولد الهلال فيكبركل ليلة حتى ينتصف بدر التمام ثم ينحدر منتقصا حتى يعود كالعرجون القديم ثم يقال غدا العيد كما يولد الوليد فيكبر فيشب ثم ينقص ويهرم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ومنكم من يرد الى ارذل العمر انها الطباق التي اقسم الله عليها // لتركبن طبقا عن طبق //اي حالا بعد حال على اشهر التفاسير ومن لطائف هذه الاية ان المقسم بها ايات كونية /فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق //فالشفق لطيف سريع الزوال واتساق القمر واكتمال بدره سريع الاضمحلال انها اشارات لافتة الى الادكار والاعتبار بتصرم الليالي كما تتصرم الاعمار وان الاعمار تجري كما الايام تجري وان المسير هو قدر الانسان حتى يلاقي ربه فيجازيه بما عمل وكم من غافل لايتنبه الا في قبره وفي الايات قبلها //ياايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه //انه السير الحثيث الى لقاء الله فباي شيء تلاقيه يا ايها الانسان انك تقطع رحلة حياتك على الارض كادحا تحمل عبئك وتجهد جهدك وتشق طريقك لتصل في النهاية الى ربك انه الكد والكدح سواء بالجسد ام بالتفكير والهموم مكتوب على الجميع سواء فيه الغني والمحروم انك لن تجد الراحة الابدية في الارض انما الراحة هناك وطلب الراحة في الدنيا لايصح لاهل المرؤات وانما الراحة الكبرى لمن تعبوا التعب في الارض كثير وان اختلف لونه وطعمه اما العاقبة فمختلفة //فاما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا .. واما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصل سعيرا انه كان في اهله مسرورا انه ظن ان لن يحورا //انها مصيبة الغفلة فهذه اعمارنا تتصرم واجالنا تخترم انها ليلة او ليلتان وتطوى صحائف هذا الشهر فتختم ولاتنشر حتى تلقى الله بما استودعته فيه فياسعادة من ينادى / كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية / وياشقاوة الغافلين . // يتبع // 1447 ت م