خالد الأنشاصي - الوطن السعودية بالفعل تؤكد وزارة الثقافة والإعلام أنها من أهم الوزارات المنتجة في المجتمع المحلي والعربي والدولي، وكيف لا وهي المعنية في المقام الأول ببناء الإنسان، بناء الهوية، بناء الوطن؛ ليس حجراً على حجر، وإنما نورا على نور!. يا الله...!، ما أصعب أن تكون مسؤولاً عن إنتاج العقول المستنيرة، وأن يناط بك حمل الوطن إلى آفاق التحضر والرقي عبر الصوت والصورة والكلمة، عبر حرية حقيقية للتعبير في عالم اختلط فيه مفهوم الحرية بالتعدي على الآخرين وإيذائهم، في عالم تتأدلج فيه الأفكار والرؤى بسرعة البرق!، وتنفتح فيه المساحات على ظلام التطرف الفكري والديني والمذهبي بلا حدود!. الثقافة والإعلام وزارة لتربية وتهذيب وتنوير العقول، وتحقيق الاستقرار الفكري في المجتمع، والنهوض بكل ما من شأنه تحفيز المواهب، وصيانة العقل الجمعي من دواعي الخمول والكساد الفكري، والانحراف السلوكي، والتغريب، والتأصيل الحقيقي لثوابت وقيم المجتمع، وصيانة التراث الفكري والثقافي من عبث الراغبين في هدم المنظومة الأخلاقية التي تؤسس لازدهار المجتمع ورقيه وتحضره، وهي مهمة لا يستطيع القيام بها إلاّ من هو على قدرها من الفكر والوعي والخبرات والتجارب، لمعالجة إشكاليات الماضي والحاضر واستشراف مستقبل يليق بأبناء هذا الوطن، وهي الأسس التي تتوافر بوضوح في وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ونائبه الأمير تركي بن سلطان، وإلاّ لما حار المرء في إحصاء منجزات وزارة الثقافة والإعلام، والتي منها ما تشهده الأندية الأدبية حالياً من انتخابات هي الأولى من نوعها في المملكة، وما شهدته المملكة من معارض للكتب، وقنوات فضائية جديدة، وفعاليات دولية كثيرة، تؤكد السعي الحقيقي المخلص لمد جسور التواصل بين المملكة والعالم في شتى المجالات الإعلامية والفكرية والأدبية والثقافية والفنية. الثقافة والإعلام هي – إذن – وزارة للنور الذي يراد له أن يسري في قلب وعقل ووجدان الإنسان، ذلك الإنسان الذي سيحمل مشعل التقدم التكنولوجي والمعماري والاقتصادي والفكري والمجتمعي بشكل عام، ليضع المملكة ككل في مكانها اللائق بين دول العالم المتحضر والمتقدم على مختلف المستويات!. فتحية إلى هذه الوزارة الفاعلة، التي أعطت - ولا تزال وستظل – كل جهودها البناءة لكل أبناء الوطن، حتى أصبحت مثالاً حياً على البذل والعطاء للارتقاء بأسمى ما يملك الإنسان: العقل!.