بعضُ أفراد مجتمعِنا، يُتحِفُوننا بالغريب من مكنونات صدورهم، عند إثارة القضايا الجدلية!. سياقة المرأة السعودية للسيّارة: إحدى هذه القضايا بلا شكّ!. لم يعودوا يُهاجمون فِكْرَ المرأة التي تُطالِب بالسياقة، أو فِكْرَ مؤيّديها مِن الرجال، بل يُهاجمونهم كلّهم.. شخصياً، ويصنّفونهم بتصنيفاتٍ سيئة، أقترح عليهم جمعها في كتابٍ اسمه: (المُفترَيَات المُبِينات لأبشع التصنيفات)!. كان التغريب، نِسبةً إلى الغرب، هو التصنيف السائد، ولا أدري لماذا لا ينسبون إلى الشرق أو الشمال أو الجنوب؟! فالمرأة في هذه الجهات تسوق السيّارة كذلك، اللهم إلاّ إذا كانت تروق لهم فِكرياً وأخلاقياً دون الغرب؟!. أمّا اليوم، فانضمّ التجنيس إلى نادي التصنيفات، إذ يقولون أنّ من تُطالِب بالسياقة ومن يُؤيّدها هم أصلاً مُجنّسون، وهو تصنيف ذكيّ، ما شاء الله عليهم، ذكاؤهم يقطر مثل (بزبوز) الماء، ويضطرّني لغلْقِه بمحبس ولو تقليد، فالمُتأمّل لألقاب جُلّ المُطالِبات والمُؤيِّدين يُوقن أنهم وأجْداد أجْدادهم، ربّما إلى زمن طُوفان نوح عليه السلام، هم أهلُ هذه البلدة الطيبّة، فكيف يُجنّسون؟! ثمّ حتى لو جُنِّسُوا، فأين العيب؟! أليس الطعْن في المُجنّسين والمُجنّسات هو إنقاص من أنظمة التجنيس التي سنّتها الدولة الكريمة، ومن الفوقية التي نهى الإسلام عنها؟!. أنا أقول أنّ الحكاية ليست تجنيسًا، بل هم من قوم فِكْر: (مَا أُرِيكُمْ إلاَّ مَا أرَى)، فإن رأى غيرُهم غيرَ رأيِهِم، قالوا هذا دخيلٌ علينا، بزعْمِهم، ثمّ هاجموا صاحبه وفِكْرَه، وتبرّأوا منه وكرهوه، وصنّفوه بما لم يُنزّل الله به سلطاناً مُبينا!. الله يسامحني، ويسامحهم، ويهديني، ويهديهم!!.