لعل أطرف ما قرأت أمس خبر للزميلة « الحياة» بأن إدارات تعليمية في عدد من المحافظات قررت إعادة تعليم مسئوليها الإملاء، ومع احترامي لقيادات دفة التعليم من أساتذة أجلاء وموجهين فقد افترضت ان توجههم كان يجب أن يتجه نحو عملية علمية وتربوية صارمة لمخرجات طلاب وطالبات يتشكل منهم الوطن، وليس درسا في قواعد الإملاء في أهم قلعة معنية بسلامة اللغة وبحورها. ورغم هذا، فإن هذا التوجيه نحو محاصرة الأخطاء الإملائية مسالة طيبة كمراجعة للأخطاء التي ترتكبها أي وزارة لمنسوبيها وزبائنها والمتعاملين معها، وكما لدينا كأفراد حكايات مع الوزارات، للوزارات أيضا حكاياتها مع جهات أخرى، وقلما تسمع من وزير أو وكيل، لا يعلق مشكلة على جهة أخرى قدر وضع حلولها. لا يكفى ان يكون للوزير رأى، قدر من المفيد ان يكون لدى الوزير عزيمةلقد استقبلت الأوساط الاجتماعية القرارات الملكية الأخيرة بأمل رؤية القائد الحكيمة، ولعل وزارتي العمل والإسكان بعد الإعلان عن إنشاء الأخيرة الجمعة الماضية، معنيتان بجزء كبير من هموم طالب وطالبة الوظيفة كحق مشروع، وبتنظيف البلاد من ملف ضخم اسمه « التستر والبطالة» ومن خطة واضحة لمعالم سكن بعد جملة من الإعفاءات والضخ لأرقام تجاوزت 250 مليار ريال فقط في امر خادم الحرمين غير هكتارات من الأراضي الخالية قامت الأمانات بتسليمها لهيئة الإسكان على دفعتين. العمل والإسكان، معادلة ليست بسيطة، عانينا منها كثيرا، وجاء الوقت والدعم الكبير من قيادة الوطن نحو ترتيبها، لا يكفي ان يكون للوزير رأى، قدر من المفيد ان يكون لدى الوزير عزيمة نحو برنامج زمني دقيق ومحدد ومؤثر وملموس، لابد ان يكون للوزارة هيبة الاحترام لدى مستفيديها، ويجب ان تسترجع وزارة مثل العمل ثقتها لدى المواطن وقطاع الأعمال، ويجب على وزارة نبارك لها معالي الدكتور شويش الضويحي، اعادة الصورة الذهنية بأن الوطن لم ينسَ أبناءه في مسكن كمثل البدايات الجميلة لصندوق التنمية، لدى الإسكان مخططات وأمر ببناء 500 الف مسكن, و250 مليار ريال, و60 في المائة من إجمالي المساحة التي نحتاجها للبناء حسب خطط الدولة وحسب ما اعلن عنه سمو وزير الشؤون البلدية والقروية يوم أمس. إعادة الثقة عند المواطن والمواطنة تعنى إعادة ثقة القيادة بقدرة وإتقان جهاز تنفيذي لديها، فالاومر الملكية والظروف والحلول وضعت على طاولة المسئولين وعلى المواطن ان يتحسس عائدها قريبا.