(الجمعة 6)، اليوم الذي حدده أهل الفوضى للمظاهرات في الشوارع السعودية، كان نقطة فارقة في تاريخ الدولة. فقد أثبت الشعب أنه (مختلف) عن بقية شعوب المنطقة، وأثبت أنه متعلم تعليما جيدا يمنعه من تدمير وطنه وتفكيك وحدته وإسقاط نظامه. لقد آن الأوان لكل المثقفين الذين ظلوا يزايدون على وطنية الشعب لسنوات ماضية، مدعين أنهم أكثر حبا للوطن وأكثر خوفا على الوطن وأكثر انتماء للأرض، آن لهم أن يتنحوا عن الساحة، فقد أثبت الشعب كله (الجمعة 6) أنه أكثر حبا للوطن وأكثر خوفا على الوطن وأكثر انتماء للأرض ووحدتها. أولئك، الذين يدعون.. فليصمتوا للأبد. أما أهل الفوضى، فقد أصيبوا في مقتل، ولن يستعيدوا عافيتهم إلا بعد سنوات، وخلال هذه السنوات تكون حركة التعليم قد نمت أكثر وازدهرت أكثر وتطورت أكثر.. وعندها، ستواجه أفكار الفوضى بلا مبالاة.. أكثر. إذا كان هناك من يستحق الإشادة بيوم (الجمعة 6) البطولي، فهو حقيقة قطاع التعليم، ممثلا في وزارة التربية والتعليم بكل منسوباتها ومنسوبيها، ووزارة التعليم العالي بكل منسوباتها ومنسوبيها. فهم صانعو صمام الأمان الذي صمد أمام أصعب اختبار له بجدارة. المطلوب هو أن يتم دعم قطاع التعليم بكل طاقات الدولة خلال الخمس سنوات القادمة، فكل الأزمات –أيا كان نوعها- لن يواجهها سوى التعليم الجيد للأفراد. ولابد بعد ثبات فاعليته أن ينتقل هذا القطاع إلى مرحلة ازدهار جديدة تصل لكل منطقة وكل مدينة وكل حي. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تدعيم قطاع التعليم خلال الخمس السنوات القادمة بكل طاقات الدولة.. فالتعليم الجيد.. والتعليم الجيد فقط.. هو صمام الأمان لبقاء وحدة هذا الوطن الشامخ.