تساءل أحد الأصدقاء عن ماهية العقوبة التي سيواجهها موظف مستشفى الملك خالد للعيون في جدة الذي اختلس 11 مليونا، بعد أن قرأ الحكم الصادر من المحكمة الجزئية في جدة، بحق مقيم قام بالدخول إلى مطعم، وأكل «مؤخرة دجاجة» في غفلة من صاحب المطعم، والذي حكم عليه بالسجن سنة وشهرين، بالإضافة إلى ثمانين جلدة؟ هذا الصديق يعتقد أن الحكم الذي سيصدر على مختلس الملايين سيكون السجن مئات السنين وسيجلد بالملايين، ويفسر لنا (أنا وصديق آخر خريج كلية متخصصة) بأن المنطق يقول: إن قيمة سعر مؤخرة الدجاجة المشوية تحت أي ظرف لن يصل عشرة ريالات، وعندما نقسم هذه القيمة على ال 11 مليونا، سنجد أن المنطق يقول لنا: إن المختلس يحتاج أكثر من حياة واحدة لينفذ العقوبة الصادرة في حقه. فرد عليه صديقنا الآخر (خريج الكلية) قائلا: أنت شخص مرجعك العقل، لهذا لا يمكن لك أن تصل للعدل، كذلك لا يمكن لك فهم مثل هذه القضايا بعمق، والسبب أنك ليبرالي ضال مرجعك النهائي العقل. وكالعادة، بدأ الحوار يأخذ طابع الصراع الأيديولوجي بينهما، فقال المتهم بالليبرالية: طيب فهمنا يا شيخ أثابك الله. تجاهل (خريج الكلية) هذه السخرية، وبدأ يشرح لليبرالي عله يفهم أبعاد القضية التي لا يمكن له رؤيتها إن احتكم للعقل. يقول صديقنا (خريج الكلية): إن المختلس لن تتجاوز عقوبته الثمانية أشهر وغرامة مالية، كما حدث قبل سنوات في جمارك جازان، حين حكم على مساعد مدير الجمارك بالسجن ثمانية أشهر تحتسب منها المدة التي قضاها في السجن وتغريمه 20 ألف ريال. فيما آكل مؤخرة الدجاجة يستحق عقوبة أكبر، لأن هناك أمرا لا يمكن لك أيها الليبرالي أن تراه، فأنت شخص تؤمن بالحرية، وهذا الشيء الذي لا تراه هو الإيحاءات الجنسية التي حاول المقيم إرسالها لإفساد المجتمع، وإلا لماذا اختار مؤخرة الدجاجة ولم يختر جزءا آخر؟ أرأيت أيها الليبرالي كيف هو عقلك قاصر ولا يستطيع وحده الوصول للعدالة في مثل هذه القضايا، لهذا عليك ألا تفتي في شيء أيها الرويبضة الليبرالي؟ علق صديقنا المتهم «بالرويبضة وليبرالي»، وبلهجة والدته اللبنانية ساخرا: «هيك أحكام بدا هيك عقول».