لصالح من يستمر إقرارعضل السعوديات وحرمانهن من الزواج بحجج واهية وقبلية تُقبل دون تحقيق الشريعة؟! هل بعد ذلك فضول لمن يتساءل: لماذا بعض السعوديات يهربن من بيوتهن؟! لماذا ينتحر بعضهن الآخر؟! لماذا ينحرفن للحرام؟! لقد تم مؤخرا تصديق محكمة "التمييز" على حكم القاضي بصرف النظر عن نزع ولاية الوالد العاضل في قضية الطبيبة الجراحة البالغة الآن 43 سنة مع توجيه تهمة العقوق لها لإصرارها على الزواج، والأمر بتسليمها لوالدها؛ رغم إقامتها في دار الحماية الاجتماعية منذ ست سنوات بعد تعرضها لعنف أسري قاس؛ وللعلم ولتواصلي مع أختي الطبيبة ومعاناتها منذ سنوات؛ فهذه المرة الثانية التي تُطالب فيها بنزع ولاية والدها العاضل؛ فالمرة الأولى كانت منذ عشر سنوات وعمرها 32 سنة؛ رفعت قضية عضل وطالبت بنزع ولاية والدها؛ ولكن تم صرف النظر بأخذ تعهد على والدها العاضل لتزويجها، وعدم التعرض لها تعنيفا؛ إلا أنه لم يلتزم بتعهده واستمر عضلها؛ حتى بلغت 37 من عمرها فطالبته بتنفيذ تعهده وتزويجها بعد تقدم أحد الخاطبين لها؛ فما النتيجة؟! ضَربِها حتى تورمت وحبسها بدورة المياه؛ ولم ينه ذلك إلا تدخل الشرطة وإمارة المدينةالمنورة؛ ليخرجوها من بيته إلى المستشفى متورمة العظام، ومنها لدار الحماية بالرياض! ووالله ما زلت أحتفظ بصور أبكتني عليها تثبت التعذيب على جسدها!! ولهذا أستغرب عدم النظر إلى نتائج الحكم الأول؛ والأخذ بالاعتبار للقرائن التي تثبت عضلها!! هذا بجانب اختفاء شقيقة لها منذ ثمان سنوات كما أخبرتني أختها الطبيبة؛ ولهذا تخشى مصيرها المجهول بعد تسليمها الآن!! وبصراحة؛ انبح صوتي وأنا أكتب منذ أربع سنوات لإيصال معاناتها للضمير؛ ومع ذلك لم يرفع علي يوما مسؤول واحد من أي جهة ولو سكرتيرا صغيرا يتحقق من قضيتها؟! وربما لا يقرؤون لهذه الكاتبة هنا؛ لكن فيما يبدو أنهم لا يقرؤون لأحد بالمرة؛ فمعاناتها تحولت من هذه المساحة إلى مساحات الرأي العام؛ أولا جريدة الوطن؛ ثم عكاظ والمدينة والندوة والبلاد ومجلة لها وسيدتي والكثير من المواقع الإلكترونية؛ وكتب عنها العديد من الزملاء كتاب الرأي؛ ورغم ذلك يأتي تصديق الحكم لتبقى المعضولة معضولة!! والآن أيها السادة القراء ويا أصحاب السعادة المسؤولين لكم أن تتخيلوا السيناريو؛ بعد اعتبارها عاقة وإرجاعها لذات البيت بعد سنوات من إصرارها على أخذ حقها الذي أقرته لها الشريعة وهو الزواج بنزع الولاية حين يثبت العضل بالقرائن كما في قضيتها!؟ ثم إن كانت عاقة فهل الشقيقات الثلاث اللاتي اقتربن من الأربعين أيضا عاقات؟! لكم أن تتخيلوا الأحداث التي يُمكن حصولها للطبية أمام أعيننا.. أمام المجتمع.. أمام الصحافة.. أمام الرأي العام وربما الدولي؛ إذا دخلت منزل خرجت منه أول مرة إلى المستشفى !! فيا ترى هل تم التفكير قبل تصديق الحكم بسلامتها وبنتائج القضية الأولى وبرؤية العالم لنا بعدها وبما يسبب من إحراج لشريعتنا الغراء السمحة؟! أخيرا؛ لا أقول سوى:اللهم الطف بها وبشقيقاتها ومثيلاتها فأنت ملجؤها وملجؤهن؛ وسخر لهن من يفرج همها وهمهن؛ إنك عزيز قدير؛ آمين.