عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية لا أريد أن أطيل عليكم هذه السطور .. وإلا وقعت في نفس الخطأ الذي يقع فيه كل خطيب .. خاصة خطباء يوم الجمعة الذين اشتدت الحملة عليهم من كبار السن والمرضى وغيرهم ممن لا يحتملون الخطب الطويلة وهم جلوس تحت أشعة الشمس أو الحر أو قرصة البرد في الشتاء. ولست فقيهاً ولا أدعي ذلك .. ولكني أستمع إلى الفقهاء وإلى أساتذتنا من شيوخ ومتخصصين في الشؤون الإسلامية، وهم جميعاً تقريباً مجمعون على ضرورة إيجاز الخطبة وعدم الإطالة لأن بعض المصلين يكونون من الضعفاء أو كبار السن ممن لا يحتملون الجلسة الطويلة أو التعرض لضوء الشمس أو برد الشتاء .. وهناك مثل مشهور هو ""الإعجاز في الإيجاز""!! والصلاة من أركان الإسلام الخمسة .. وسنة ""رسول الله صلى الله عليه وسلم"" ملزمة .. وهي في الصلاة الإيجاز .. وقد كانت خطبه ""صلى الله عليه وسلم"" موجزة إلى حد أنه يمكن عد كلماتها .. وقد لفت ""عليه الصلاة والسلام"" نظر ""معاذ بن جبل"" إذ أطال الصلاة فقال له: أفتان أنت يا معاذ"" .. وفي الحديث الشريف قدوة حسنة في قوله ""عليه الصلاة والسلام"" أطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة .. إن هذا الحديث الشريف بمثابة دستور واجب التطبيق والنفاذ. وهناك عشرات الآراء من فقهاء في هذا المجال، وربما أضيف إليها بعض خواطري فيمن يطيلون الخطبة حتى يتململ المصلون ويفقدون تركيزهم .. وأرى بعض هؤلاء الخطباء مطيلي الخطبة معجبين بأنفسهم سعداء لأن كل هذا الحشد المصلي يستمع إليهم .. فهم ينتهزون هذا الجمع وهذا الميكرفون وينطلقون في الكلام بلا توقف وينسون أن بين المصلين من هم أعلم منهم فقهاً وأعلى مرتبة .. وأن كثرة الكلام تنسي بعضه.. وينسون أن من كثر حديثه كثرت أخطاؤه. الناس تذهب إلى صلاة الجمعة فرحين مستعدين لسماع ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم .. ولكنهم للأسف قد يعودون كاسفي البال منهكين .. فيا أيها الإخوة الخطباء أوجزوا يرحمكم الله.
