في الشارع الواحد أو شوارع متقاربة يوجد أكثر من مسجد ، ورغم ذلك تكتظ الكثير من بيوت الله بالمصلين وتضيق مساحاتها عن استيعاب أعداد المصلين خاصة صلاة الجمعة ، وقد اعتاد من لا مكان له داخل المسجد أن يقفوا أمام أبوابه وكثير منهم يفترش الأرض بجواره من ثلاث جهات ، وفي هذه الأجواء وقيظ الحر يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس التي عادة تكون عمودية فلا ظل ولا ظليل في المساجد التي لا توجد بها مظلات . الحمد لله أنا من المواظبين على التبكير في الذهاب للمسجد متوضئا والاستعداد للصلاة قبل الآذان في كل الفروض طلبا لفضل التبكير وقضاء وقت أطول في الذكر والتسبيح وقراءة القرآن والصلاة على الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وعادة ما تمتلئ المساجد قبل أن يبدأ الخطيب خطبته أو بعد أن يبدأ بقليل ، وحتى لو جاء جميع المصلين مبكرا فإن طاقة المساجد لا تكفي ويضطر العشرات والعشرات من المصلين إلى الافتراض خارج المساجد . ومثل هذا الوضع يستدعي مراجعة من فروع وزارة الشؤون الإسلامية تقييم ذلك وتحديد حاجة المساجد المزدحمة إلى توسعة والدعوة من خلال الأئمة إلى مساهمة المصلين وتيسير إجراءات ذلك طبقا للدراسات الهندسية والإنشائية المتبعة وإن تعذر ذلك لطبيعة أرض بعض المساجد وحدودها بالشوارع وعدم وجود مساحات تابعة لها أو يمكن شراؤها أو تبرع أصحابها ولو بجزء منها لعمارة بيوت الله وفي هذا فضل وثواب عظيم وتجارة مع الله كما قال رب العزة والجلال في محكم التنزيل والأحاديث النبوية الشريفة. أما الحل الثاني فهو التظليل لمساحات من الساحات المحيطة ، وقد بادرت إدارات العديد من المساجد إلى ذلك ، وليت أئمة وخطباء المساجد التي ضاقت مساحاتها بالمصلين أن يوضحوا ذلك ويخاطبوا الجهات المختصة وأن يدعو الأهالي من المصلين وهم عادة من السكان المحيطين بالمساجد للمساهمة في مثل هذه المشاريع ، وقدوتنا في ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وجزاه عن خدمة الإسلام والمسلمين الخير بالمشروع العظيم لتظليل ساحات المسجد النبوي الشريف وهو مشروع فيه خير عميم لآلاف المصلين والزوار الذين يقضون أياما في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويؤدون الفروض في مسجده الشريف . والملاحظة الأخرى هي إطالة خطبة الجمعة من بعض الخطباء رغم علمهم بوجود كثير من المصلين المفترشين ويجلسون تحت أشعة الشمس ويتصببون عرقا ومنهم مرضى وكبار في السن وصغار بصحبة آبائهم ، ومثلما ذكرت من قبل أن المشكلة ليست في أن من يجلس خارج المسجد هم من المتأخرين إنما في عدم استيعاب أعداد المصلين ، والنتيجة أن بعضهم يدرك أن امتلاء المسجد يعني أنه حتما سيجلس في قيظ الحر حتى إقامة الصلاة وبالتالي سيؤخر حضوره أكثر إلى أن يقترب الخطيب من انتهاء الخطبة فيخرج إلى المسجد ويصل إليه والصلاة أقيمت حتى يقضي أقصر وقت ممكن وهو وقت الصلاة تحت الشمس وهذا ما يطيقه ، لكنه بذلك يحرم نفسه من فضل عظيم وهو سماع الخطبة . كما أن من يجلس خارج المسجد ليستمع للخطبة غالبا لن يكون منصتا متدبرا لأنه ينشغل بما يعانيه من لفحات أشعة الشمس المباشرة عليه ، ولو أطال الإمام الصلاة يفقدون الخشوع ويتمنون في دواخلهم أن تنتهي الصلاة ، فهل رحمنا الأعداد الكبيرة من المصلين الذين تضيق بهم المساجد بتظليل الساحات على أق لتقدير وإن أمكن تكييفها رأفة بهم في شهور الحر لنعينهم على صلاة خاشعة ، ولا يتعرضون لأذى الشمس ، ومشاريع كهذه لن يتأخر المصلون عن التبرع لها ، وفي كل حي ميسورين يرغبون إن شاء الله في التجارة مع الله ولهم الدعاء من المصلين بهذه الصدقة الجارية . *حكمة : "من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة" . حديث شريف . للتواصل :6930973 -02