إبراهيم محمد باداود - الاقتصادية السعودية حل الشيخ صالح كامل رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية ضيفاً على برنامج إضاءات الذي يقدمه الإعلامي تركي الدخيل. وقد حرصت على متابعة الحلقة والتي في اعتقادي أنها قدمت الكثير من الدروس لكثير من فئات المجتمع بمختلف أطيافهم. كان الشيخ صالح كامل صريحا وواضحاً كعادته بل كان في بعضها جريئاً، وفي اعتقادي أن هناك دروسأً قيمة كانت في ذلك اللقاء ومن تلك الدروس ما يلي: - لم تنجح السعودة في مجال الذهب لأنه لم يتم تدريب الشباب السعودي على هذا المجال ولم تتم معرفة نفسية الشاب السعودي بشكل واضح، خصوصا أن كثيراً من شبابنا لا يعرف كيف يسوق، فالمسوق يعتبر الزبون على حق بينما كثير من شبابنا يعتبرون أنفسهم على حق، فلدينا مشكلة الثقافة والتربية وأيضاً أعمال آبائنا، فيجب تهيئة السعوديين على مهنة البيع. - على الرغم من أن الشيخ صالح كامل من كبار تجار المملكة إلا أنه أكد أنه لم يدخل سوق الأسهم في يوم ما، مشيراً إلى أن السوق الحالي(نشاط طفيلي) تربح أنت وأنا أخسر، فالتداولات بمليارات الريالات ولا تجد وظيفة واحدة تضاف إلى المجتمع. وكم كنت أتمنى لو أن الشيخ صالح كامل - قد يكون فعل ولكن لم أعلم - أن يتقدم للمجتمع لينصحهم قبل وقوع كارثة 2006م ولكن قدر الله وما شاء فعل. - متطلبات الشاب السعودي الكبيرة والتعود على الإسراف والتبذير، فكل فرد في الأسرة يريد سيارة وكل مناسبة تتطلب هدية، وهكذا العديد من العادات الاجتماعية السيئة التي لم تكن موجودة وفرضت نفسها على المجتمع، مما أثقل كاهل الشباب وأصبحوا يحتاجون إلى رواتب عالية ليغطوا هذه الالتزامات. - الاعتراف بالفشل وهذه من أهم الدروس وأكاد أقول بأن قلة من التجار الذين يعترفون بالفشل، فعلى الرغم من تصريح الشيخ صالح بأن نيته من دخول الإعلام كانت من أجل أسلمة هذا القطاع، إلا أنه اعترف بأنه فشل في تحقيق هذا الهدف مما أضطره إلى إغلاق بعض القنوات، وحتى في المجال الرياضي فقد أوضح أن التاجر لا يمكنه أن ينافس الدول خصوصا مثل أبوظبي وقطر (الجزيرة) فهو كتاجر فضل الانسحاب على الرغم من الخسارة الكبيرة عن البقاء في منافسة نهايتها الموت، خصوصاً أن الموج كان عاليا جداً، ورخص القنوات الفضائية وارتفاع وتيرة الفساد. - مهما بلغت ثروة التاجر ومكانته فقد أكد الشيخ صالح كامل حرصه على احترامه وتقديره للعلماء والمشايخ والفتاوى التي تصدر عن العلماء. وما أجمل أن يتواصل الحوار - بالتي هي أحسن - بين فئات المجتمع وخصوصا أننا جميعنا نعتقد أننا نعيش في مجتمع إسلامي يحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية. لقد كان اللقاء حافلاً بالعديد من الدروس المهمة، كما كان الأستاذ تركي الدخيل متألقاً كعادته، ومقدراً لمكانة الشيخ صالح كامل، ومراعياً لمكانته التي أعتقد أن المجتمع يجب أن يستفيد منها سواء من خلال مثل هذه اللقاءات أو من خلال كتابة مذكرات أو سلسلة حلقات تلفزيونية. إنني أعتقد أن هناك دورا مهما يجب أن يقوم به بعض المثقفين والإعلاميين يكمن في التعريف بخبرات وإنجازات بعض الشخصيات في مجتمعنا، والتي فيها الكثير من العبر والدروس التي يمكن لكافة أفراد المجتمع الاستفادة منها.