الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع - الرياض السعودية حضرت إثنينية سعادة الوجيه والأديب وصاحب المقام الرفيع الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة مساء يوم الاثنين الموافق 1431/12/30ه وكنت ضيف شرف هذه الإثنينية وقد وجهت لي مجموعة أسئلة تتعلق بالعقائد والعبادات والمعاملات وقضايا العصر ونشأة المصرفة الإسلامية ونجاح وجودها وانتشارها في العالم بغض النظر عن نوع عقيدة هذا المجتمع ومسلكه وانتمائه الاجتماعي والجغرافي وكان من الأسئلة الموجهة إليّ سؤال يتعلق بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله وأمده بالصحة والعافية- وذلك فيما يتعلق بحصر الإفتاء في أعضاء هيئة كبار العلماء وفيمن هم مؤهلون للإفتاء علماً وعقلا وإدراكاً للسياسة الشرعية والمقاصد الإسلامية والقدرة على مراعاة الأحوال والظروف والملابسات وتقدير التيسير ورفع الحرج والتقيد في ذلك كله بانتفاء الإثم طبقاً لقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً. ذكرت في إجابتي أن الجهة المختصة شكلت لجنة للنظر في إجراءات تنفيذ قرار ولي الأمر وذكرت أن هذا القرار قضى على تسابق من يدعي أهليته للإفتاء وكان لدعواه آثار سيئة في صدور فتاوى شاذة ومزعزعة ثقة العامة بالعلماء وذكرت أمثلة لذلك ومنها الذهاب إلى السحرة لفك السحر ورضاع الكبير وغير ذلك، وذكرت في إجابتي أن غالب هذه الفتاوى صدرت ممن هم في مستوى صغار طلبة العلم. وقد كان من أخي وزميلي معالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان شيء من الاستغراب والاستنكار لكون بعض هذه الآراء الفقهية صدرت من معاليه وأنه قد يشمله القول والتصنيف بأن هذه الفتاوى صدرت من صغار طلبة العلم. وأستغرب من معاليه أن يظن بأخيه وزميله هذا الظن فمعالي الشيخ عبدالمحسن معروف لديّ بعلو قدره العلمي وسعة محصوله الفقهي وهو من علمائنا الذين نعتز بهم ونفخر بوجودهم ولئن كان لفضيلته بعض الآراء محلة النظر فهذه لا تؤثر على مكانته في نفوسنا وقيمته العلمية بين زملائه علماء بلادنا، ولا يخفى أن تاريخ الفقه الإسلامي قد سجل عن جهابذته وأعلامه وأئمته بعض الآراء الفقهية المرجوحة المخالفة لما عليه جمهور الفقهاء ولم يكن ذلك فيهم ولا منهم مؤثراً على إمامتهم العلمية.. ولم يختر ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين معالي الشيخ عبدالمحسن مستشاراً شرعياً في الديوان الملكي إلاّ لجدارته وأهليته للاختيار. ومن المعلوم لدى طلبة العلم أن ما ذكره الشيخ عبدالمحسن عن السحر وعن رضاع الكبير ليس بدعاً من معاليه ولكنه قول لأهل العلم في القديم والحديث وما ذكره معاليه كان يقول به بعض أهل العلم ومن المشهورين في الإمامة في الفقه وإن كان قولاً مرجوحاً فلك العتبى يا أبا محمد ومكانتك العلمية والفقهية عند أخيك في القمة وما كنت أقصدك فيمن قلت عنهم بأنهم تزبزبو قبل أن يتحصرموا فأنت من كبار علمائنا وفقهائنا ومجتهدينا نعرف ذلك من كثرة الاجتماع بمعاليك ومما تكتبه في قضايا الساعة حفظك الله وأدام لنا ودك وأخوتك وزمالتك ومرة أخيرة أقول: لك العتبى حتى ترضى والله المستعان.