د. سعد عطية الغامدي نقلا عن (عكاظ) السعودية كتبت ذات مرة في هذه الزاوية بعنوان «الإمام الغائب»، وكانت عن أئمة يتغيبون عن صلواتهم وجمعهم ويخلفون غيرهم فيغيب هؤلاء ويتركون الأمر لسواهم، والحال أيضا في المؤذنين. قبل أمس الأول الإثنين نشرت صحيفة اليوم على صفحتها الأولى «تفريغ 140 ألف موظف حكومي للعمل أئمة ومؤذنين بالمساجد»، في خطوة تنسيقية بين ثلاث وزارات: الشؤون الإسلامية والمالية والتربية والتعليم. إمام مسجد الحي هو من يفزع إليه ذوو الحاجات من الساكنين ومن يستشار في كثير من الأمور الشرعية والاجتماعية والشخصية لما له من تأثير في قلوب المأمومين وعلى عقولهم، إضافة إلى الشعور الغامر بالطمأنينة إليه لأنه يتلو بينهم كلام الله ويعلمهم حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام. تفريغ الأئمة يساعد على استقرار المكلفين بإمامة الناس ويحقق ثقة أكبر في التعامل معهم وطمأنينة في الاسترشاد بهم وبآرائهم، ومن جهة أخرى يتيح المجال للاستفادة من وظائف معلقة فلا هي شغلت بمن يقومون بالعمل حقا ولا هي أطلقت لمن يؤم الناس وينادي للصلاة، وينبغي أن يعاد النظر في مستويات الرواتب لكل من الإمام والمؤذن بحيث تتناسب والمكان الذي يقوم عليها، وكذلك المكانة التي يحتلها وتكون ذات سلم فيه علاوات وترقيات. تجد إماما ثم نائبا ثم مستخلفا وكذلك الحال في المؤذنين، وربما من بين هؤلاء الآلاف المؤلفة المعلن عنها من أصبح موظفا كبيرا جدا ولم يعد بينه وبين الإمامة من نسب ولا سبب. الخطوة التصحيحية هذه مطلوبة من أجل أن تعطى المساجد قيمة أكبر في النفوس وأن تحتل الإمامة المكانة التي احتلتها من قبل فيغدو الإمام نموذج الحي وقدوته ومعلمه وناصحه الأمين، وأن تعود للوظيفة الحكومية قيمتها في النفوس وسيلة للخدمة العامة بنزاهة. وعلى أهل الحي دور في تأكيد هذا الأمر بالإبلاغ عن هؤلاء الذين يتغيبون ويخلفون غيرهم، هذا إن أرادوا أن يكونوا إيجابيين ومسؤولين.