كلكم تعرفون فرقة طيور الجنة صاحبة معلقة (يا بابا أسناني واوا) وتعرفون أيضا أنها تتبع قناة أطفال ذات توجهات إسلامية واضحة، ومع ذلك فإن هذه الفرقة كلما جاءت إلى السعودية أثيرت من حولها الشبهات وصرخ الصحويون: (وديني عند الطبيب)!، فماهو إسلامي عند الآخرين لا يرقى إلى أن يكون إسلاميا في مقاييسنا الصحوية! . آخر مغامرات هذه الفرقة حفلها في حائل حيث تورط المنظمون بهذه الفرقة (ويا من شرا له من حلاله عله)!، ففي البداية ظهرت الاعتراضات على الموسيقى المصاحبة لأغاني الفرقة، فتم اتخاذ قرار عجيب بأن تكون أغاني الفرقة بدون موسيقى!، لابأس.. لن يلاحظ الأطفال الفرق.. أو أنهم سيلاحظون الفرق ولكنهم لن يهتموا كثيرا مقابل مشاهدة النجوم الصغار الذين تابعوهم كثيرا في التلفزيون!، على أية حال سوف يأتي اليوم الذي يكبر فيه هؤلاء الأطفال ويعرفون أن أهم المطربين العرب هم من أبناء جلدتهم مثل محمد عبده وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وسيكتشفون أن أكبر شركات الموسيقى وقنوات الغناء مملوكة لسعوديين وحينها سوف يرددون مثلنا قول شكسبير: (الدنيا مسرح كبير)!. بعد الموسيقى ظهرت مشكلة أكبر.. وهي كيف ستحضر الأمهات مع أولادهن دون أن يحدث اختلاط مع الآباء؟!، فتفتقت الأذهان عن حاجز اسمنتي يفصل بين الرجال والنساء في الملعب الرياضي الذي سيحتضن حفل الفرقة، ولكن هذا الحل لم يكن مرضيا أيضا ..فمن ذا الذي يمكنه التحكم في النظرات العابرة للحواجز الأسمنتية؟!، لذلك تم اتخاذ قرار عاجل بمنع النساء من حضور الحفل!، ممتاز جدا ..هذا حل سعودي مثالي ..فالأفضل أن يذهب الآباء إلى الحفل مصطحبين أطفالهم وأن يتذكروا أيضا بأن التصفيق مكروه فيجلسوا في الملعب (سكتم بكتم) حتى تنتهي الفرقة من الغناء دون موسيقى.. وشكر الله سعيكم.. ولا أراكم الله مكروها في عزيز!. بصورة عامة أظن أن مدينة جدة هي أسعد مدننا هذا العيد بسبب الخطأ الإداري الذي حرمها من تنظيم احتفالات خاصة بعيد الفطر فقد ارتاح أهلها من الاحتفالات المملة مثل تلك التي عاشها أهل الرياض والتي قالت عنها صحيفة الشرق الأوسط إنها كانت مسكونة ب(فوبيا المرأة)!، ولا شك أن احتفالات حائل وجدةوالرياض أفضل بكثير من احتفالات محافظة الكامل التابعة لمنطقة مكةالمكرمة حيث تم توزيع كتيبات (عذاب القبر) و(قصة جنازة) على السكان بمناسبة العيد!، أما في تبوك فقد اعترض أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على لعبة في أحد المراكز الترفيهية قال إنها تكشف عورات النساء! . أحيانا أسأل نفسي: كيف ستكون حياتنا لو تزحلقت والدة الأخوين رايت (مخترعي الطائرة) أثناء قيامها بغسيل الحوش وأجهضت حملها؟!، كيف سنحتفل بالعيد لو لم تكن ثمة طائرات تنقلنا إلى مدن يحتفل أهلها بالعيد دون أن تنظم البلدية أفراحهم العفوية أو يفحص المحتسبون حجم ابتساماتهم؟!، أما من لا يملكون ثمن تذاكر الطائرة فأسأل الله أن يعينهم وأنصحهم بالذهاب لمحافظة الكامل لاقتناء نسخة من كتيب (عذاب القبر)!.