محمد بن سليمان الأحيدب *نقلاً عن "عكاظ" السعودية أكثر ما يقلق أي مواطن ينوي التجوال بالسيارة داخل ربوع بلاده في سياحة داخلية كما كان برنامج ربوع بلادي يقول إنها علينا بتنادي، وأكثر ما يقلق من ينوي أداء العمرة منطلقا بالسيارة من مدينة بعيدة كالرياض هو عدم توفر دورات المياه على الطرق الطويلة، ناهيك عن انعدام بقية الخدمات الأخرى كالمطاعم الراقية والاستراحات الجيدة وكل ما يحتاجه المسافر من احتياجات ومساعدات وتسهيلات. ولا شك مطلقا أن هذا القصور هو من معوقات السياحة إلى المملكة من الخارج بالسيارة، لكنني دائما لا أرى أهم من السائح من الداخل والمتنقل في الداخل، فلا أرى أن نوجه الاهتمام بالموضوع من أجل صناعة السياحة من الخارج والسائح من الخارج؛ لأن المواطن والمقيم في أولويات الاهتمام أو هكذا يجب. على أية حال، فإن دورات المياه بشكلها الحالي المقتصر على دورات مياه مخصصة لعمال محطات الوقود أمر جد مخجل ومحرج لكل من ينوي السفر برا لمسافات طويلة، سواء للسياحة أو العمرة أو العمل، خاصة من لديه أسرة كبيرة غالبيتها من النساء أو الأطفال، فهذه الخدمة الإنسانية غير متوفرة مطلقا، بل ما يتوفر منها لا يليق بالإنسان واحترام الإنسان وحقوق الإنسان، ولا يليق بالوطن. فقد أصبح رواد الطرق الطويلة يطلعون على خدماتها في دول مجاورة، ويشعرون أننا الأقل، بل الأكثر تخلفا في هذا الصدد، ووطننا لا يستحق ذلك، فنحن الأكثر تقدما في مجالات أهم وأصعب من توفير حمام لائق. إذا كان الأمر بهذه الصعوبة، واستعصى على كل المطالبات لأن كل جهة تدعي عدم مسؤوليتها عنه كما هي العادة في المسؤوليات المشتركة فلا بد من حل، حتى لو تم إيكال الأمر برمته لمتعهد دورات مياه إنسانية بمتطلبات ومواصفات راقيه تليق بنا، مع أن لدينا تجارب دول أخرى، فلسنا الوحيدين في العالم الذين نحتاج إلى دورات المياه.. نحن لسنا من كوكب آخر!!، كل الناس مثلنا تحتاج لقضاء الحاجة!!، كل الناس تتبول يا جماعة، لماذا نحن فقط من عجز عن حلها؟!، الأمر غريب ومخجل.