تعهد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بالتصدي للمشاريع المتعثرة ومحاربة المقصرين والمفسدين، وأعلن في حديث شامل ل«عكاظ» اكتمال استعداد المنطقة لاستقبال الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، مؤكدا أن المنطقة بإنسانها ومكانها ترفع شعار السياحة النقية وتوفير أجواء عائلية تلبي خصوصية المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن إمارة عسير والجهات المعنية تعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات التي تعترض أي مستثمر، مؤكدا أن أبواب الاستثمار في عسير مشرعة، وقدم دعوته لرجال الأعمال للاستثمار في المنطقة قائلا «سيجدون البيئة المناسبة لاستثماراتهم خصوصا في قطاع السياحة» .. فإلى نص الحوار الصحافي: • أبدأ معكم سمو الأمير من حيث انتهينا قبل عام، قلت آنذاك إن الصيف سيكون مختلفا، ولديكم من الجهد الكثير لتوفير كل ما يحتاج إليه الإنسان والمكان، إضافة إلى تهيئة المنطقة لتكون قبلة للسياح من داخل المملكة وخارجها.. والسؤال ماذا أعددتم من خطط، من برامج، من مشاريع سياحية، من خدمات، من ترفيه، هل يمكننا القول إن المنطقة فتحت أذرعها وأحضانها لاستقبال السياح؟ حقق قطاع السياحة في منطقة عسير ما لم يتحقق منذ أعوام، وباتت عسير رافدا من روافد السياحة في المملكة والخليج العربي، عسير ترفع كل عام شعار السياحة الداخلية النقية يستطيع من خلالها السائح السعودي قضاء إجازته في ربوع عسير في جو عائلي يتمتع بخصوصية العائلة السعودية، وهي كما تعلم تشتمل على ثلاثة مكونات؛ جبلية، صحراوية، وبحرية. • ما أبرز المشاريع السياحية التي سيتم تنفيذها؟ جارٍ العمل على إنهاء 12 مشروعا سياحيا استثماريا في المنطقة كما يجري حاليا العمل على إعادة بناء وتأهيل 15 قرية أثرية وسوقا شعبية، وإذا تحدثنا بلغة الأرقام فإن عدد السياح القادمين إلى منطقة عسير ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية من مليون سائح إلى مليونين و400 ألف سائح كان ذلك خلال عام 1431ه، كما ارتفع عدد السياح القادمين من خارج المملكة من مائة ألف سائح إلى أكثر من 500 ألف سائح، وارتفع عدد المهرجانات المقامة في منطقة عسير إلى 18 مهرجانا سياحيا بأكثر من ألفين و500 فعالية، وهذه الأرقام دليل على أن عسير باتت وجهة سياحية محببة للكثير من السياح، كما أننا في هذا العام تحديدا سعينا جاهدين لجعل عسير تخرج بقالب سياحي متميز يحمل في طياته الكثير من المفاجآت. ومن يزور عسير سيرى بنفسه، وما هذه الأرقام إلا دليل قاطع على أن عسير أصبحت قبلة للسياحة ومقصدا لكل من يبحث عن الأجواء العائلية والخصوصية. • غير مرة، عكر انقطاع المياه صفو السياحة الصيفية، تدخل الملك في العام قبل الماضي واعتمدت مبالغ مالية لإنشاء محطة الشقيق الثالثة، ماذا بقي لكم في شأن الأمن المائي للمنطقة؟ انقطاع المياه في عسير مشكلة طالما أرقت المواطن والمسؤول، ولله الحمد بفضل الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعته الدقيقة تم تجاوز مشكلة طال أمدها، بل إنها كانت تمثل عائقا كبيرا في وجه التنمية لمنطقة عسير. • هل نعتبر أن أزمة المياه أصبحت جزءا من الماضي؟ تجاوزنا هذا العائق وقدمت الحلول لتلك المعضلة، كما قفزت كمية المياه المقدمة يوميا من محطة تحلية الشقيق لمدينة أبها إلى 155 ألف متر مكعب، وحاليا يجري العمل على إنشاء أكثر من 46 سدا بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من نصف مليار ريال، وبذلك سيرتفع مخزون المياه في منطقة عسير، كما أنه تم توقيع عقود تغذية محافظتي تثليث ومحافظة بيشة بالمياه من الآبار الجوفية شرقي محافظة تثليث، بطاقة تصل إلى 80 ألف متر مكعب في اليوم. مع تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تحلية مياه الشقيق سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة؛ بدءا من محافظة ظهران الجنوب جنوبا حتى محافظة بللقرن شمالا. • تحدث أكثر من مسؤول عن تراجع الاستثمارات السياحية في عسير خلال العامين الماضيين، هل للأزمة العالمية التي طالت الاقتصاديات أي تأثير، هل تنوون مضاعفة الجهد لاستقطاب رؤوس أموال وتسهيل المعوقات والقضاء على البيروقراطية؟ كما تعلم أن المملكة بفضل الله ثم بحنكة خادم الحرمين الشريفين كانت أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية التي طالت كل أنحاء العالم، بل إن المملكة لم تشعر بهذه الأزمة حتى يكون لها تأثير على اقتصادها. أما نحن في عسير فإننا عملنا وما زلنا نعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات التي تعترض طريق أي مستثمر، وأبواب الاستثمار في عسير مشرعة وأنا من هنا أقدم دعوة لرجال الأعمال للاستثمار في عسير وسيجدون البيئة المناسبة لاستثماراتهم، خصوصا في قطاع السياحة، ونحن على استعداد لتذليل كل العقبات وتسهيل كل الإجراءات اللازمة، وقد زار عسير العديد من وفود رجال الأعمال العرب والأجانب، وهذا بلا شك سيعزز آفاق التعاون المشترك بين المستثمر والجهات المعنية ونتطلع أن تثمر هذه الزيارات إلى مشاريع تصب في مصلحة المنطقة، ويوجد في الإمارة مجلس للاستثمار وإدارة تنفيذية لتسهيل كل إجراءات المستثمرين. • تصديتم لمشكلة المشاريع المتعثرة بحزم، غير أن سكان القرى والمراكز يتحدثون عن بطء في وصول الخدمات التنموية لهم، المياه غير متوفرة لدى البعض، معاناة في الحصول على الخدمات، حيث إن الإدارات المركزية تربض في أبها العاصمة الإدارية لعسير، ما يجعل الناس يتكبدون مشقة السفر؟ مشكلة المشاريع المتعثرة تواجه التنمية، خصوصا إذا كانت هناك وفرة في المشاريع وقلة في المقاولين. وهنا في عسير، نحن أول من وضع لجنة لمتابعة المشاريع المتعثرة وكان هناك تأخر بسيط في تنفيذ بعض المشاريع ويعود ذلك للطبيعة الوعرة للمنطقة التي تتطلب الكثير من الجهد والمال لتنفيذ المشروع أو تأخر بعض الاعتمادات المالية، جميع هذه العقبات يتم تجاوزها في وقت وزمن قياسي، وأنا من واقع مسؤوليتي عن المشاريع لن أسمح ولن أتساهل في أن يعرقل أي مشروع مهما كان. • حضر أكثر من وزير إلى المنطقة، جاهدتم في كل اتجاه لتحقيق احتياجات الإنسان، غير أن مسؤولين يعملون في مؤسسات الدولة في عسير لا يبذلون جهدا يوازي الحراك الذي تقودونه، كيف يمكنكم التعامل مع هؤلاء المقصرين؟ كيف ستتصدون للفاسدين إداريا؟ أخي الكريم، أنا أثق كثيرا في إخواني المسؤولين في منطقة عسير، وثقتي هذه لا تعني مجاملة المقصرين مهما كان الأمر. ومن هنا، أود أن أقول إنه لا مكان بيننا لأي مقصر مهما كان مركزه كبيرا كان أو صغيرا، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة فليتنح، فالوطن يزخر بالكثير من الكوادر المؤهلة المخلصة.. أخي رسالة سيدي خادم الحرمين الشريفين واضحة وجلية للعيان وجميعنا نسير على نهجه وخطاه الثابتة في مكافحة التقصير والفساد، وسنحاسب المقصر ونحارب المفسد.