** أن نفوز على «فرنسا» 8/صفر.. وعلى اليابان (4/صفر) وعلى المجر (4/صفر) وعلى بولندا (4/2).. ثم نفوز على هولندا (1/صفر) ونحتفظ بكأس العالم لدوري الاحتياجات الخاصة للمرة الثانية على التوالي فإن ذلك ليس إنجازاً رياضياً فحسب، ولكنه انجاز تاريخي حقق معه أبطالنا ما لم يحققه غيرهم سواء بالنسبة للمنتخب الأول لكرة القدم أو منتخبات السلة والطائرة وغيرها. ** وذلك يؤكد شيئين مهمين هما: ** أولاً: أن الإرادة القوية والتصميم الذي يتمتع به هؤلاء الأبطال قد ضرب مثلاً يحتذى. ** ثانياً: أن حسن التخطيط من قبل الجهاز الفني وإدارة الفريق المباشرة قد استثمر عنصر الإرادة والتصميم ووجّههما توجيهاً صحيحاً وبناءً. ** ولا شك أن توفيق الله سبحانه وتعالى لمجموعة الشباب المتجانسة قد أثمر في النهاية عن تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الكبير. ** إلى جانب توفيق الله تعالى.. فإن انضباط شبابنا وطواعيتهم ودقة التزامهم بأداء ما هو مطلوب منهم قد ساعد على تحقيق طموحهم العظيم.. وصار كل واحد منهم بطلاً يستحق الاعتزاز والتقدير والتهنئة الصادقة من الأعماق. ** والحقيقة أن كل بطل فيهم يستحق أن نمنحه التكريم الذي يستحقه.. فلعلنا نتكفل بحياتهم.. ونرفعهم إلى مصاف الأبطال الذين نكرمهم إزاء ما قدموه ويقدمونه لهذا الوطن من تضحيات كبيرة سواء بالاغداق عليهم مادياً، أو برعايتهم وأسرهم وبما يجعلهم يشعرون بأن الوطن قد كرمهم وسد كل احتياجاتهم.. وخلد أسماءهم بالصورة اللائقة بهذا الانجاز. ** وإذا كان هناك ما يجب أن نحاسب أنفسنا عليه فهو أن هؤلاء الأبطال لم يجدوا منا.. لا كمسؤولين.. ولا كأكاديميين.. ولا كجماهير بالاهتمام الذي يستحقونه. ** حتى إن مباراة البطولة النهائية لم تحظ بأي تغطية إعلامية أو بأي مستوى من التواجد بالنسبة لمنتخب كرة القدم الأساسي حتى بالنسبة لمباريات أقل بكثير في أهميتها وقيمتها مما خاضه هؤلاء الأبطال وحققوه. ** وبالتأكيد فإن الجميع خجل من نفسه وهو يتابع هؤلاء الأبطال ظهر يوم السبت الماضي عندما حققوا هذا الانجاز في ظل غياب الجميع عنهم وقصورهم تجاههم.. فهل نعوضهم عن كل هذا القصور بعد اليوم.. ونوفر من الامكانات ومن الدعم ومن الاهتمام ما هم جديرون به ومستحقون له؟ ** ولعل أقل ما يجب أن نفعله الآن.. فوق أن نمنح كلا منهم الجائزة المادية الكبرى.. هو أن نحتفي بهم في كل مدينة وقرية.. وأن نقيم لهم مباراة كبيرة في كل من الرياضوجدة والدمام تجمعهم مع المتخب الأول لكرة القمدم وأن نمكن الجماهير السعودية من التعرف عليهم وتعويضهم عاطفياً وتبدأ في متابعتهم.. فيما تبدأ وسائل الإعلام في إعطاء المساحات الكافية لهم وإلقاء الأضواء عليهم. ** أما بالنسبة للرئاسة العامة لرعاية الشباب فإنها لابد وأن تستثمر هذا التفوق وتوفر لهذا المنتخب الدعم الكافي وتخصص لذوي الاحتياجات الخاصة أكاديمية خاصة بهم ومتخصصة في التعامل معهم وضمان استمرار تفوقهم وإقامة المزيد من المباريات الحبية مع منتخبات عالمية قوية لصقل مواهبهم.. والله يوفقهم. *** ضمير مستتر ** (إذا توفرت العزيمة.. فإنه لا شيء مستحيلا يصبح بعد ذلك).