توالت خلال السنوات القريبة الماضية تصرفات منحطة و مشينة من قبل بعض المتطرفين النصارى, نجحت في استفزاز المسلمين كافة سواء حدثت تلك التصرفات المستفزة في غياهب المعتقلات كما حدث للمصحف الشريف في معتقل غوانتنامو,أو كانت في بؤرة الضوء من خلال الصحف الغربية كتلك الرسوم سيئة الذكر,وقد كانت ردة الفعل للمسلمين على مستوى الحدث على الصعيد الشعبي؛وإن لم تكن كذلك على المستوى الرسمي لحكومات الدول الإسلامية. وفي هذا الشهر الفضيل وقبل ليال فجعنا بإحياء ليلة من قبل من ينتسبون للإسلام وبالتحديد للطائفة الشيعية,لم تُحيَ تلك الليلة في قراءة القران أو بمدارسة السنة أو حتى باللغو من الحديث,بل كانت إحياء لذكرى وفاة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها. كان إحياءً فرائحيا بمناسبة هذه الذكرى,توالى القوم في تلك الليلة الظلماء بنثر قيحهم النتن من خلال كلام تقشعر منه الأبدان وبمنتهى البذاءة والفحش في حق أم المؤمنين,ولم يسلم من وقاحتهم تلك الليلة صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصديق والفاروق رضي الله عنهما. انتشرت المقاطع لتلك الوقاحات في بعض القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت,وتوقعتُ ردة فعل حاسمة وواضحة استنكارا من مراجع الطائفة الشيعية,غير أن شيئا من ذلك لم يحدث! وكلنا يتذكر عندما تجرأ الشيخ العريفي بالنيل من علي السستاني المرجع الشيعي وكانت ردة الفعل من الطائفة الشيعية عنيفة من داخل المملكة وخارجها على كافة الأصعدة.ونحن - معاذ الله – لا نساوي بين السستاني وكافة المعممين وبين مقام أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها؛غير أنا نذكر في ذلك عقلاء القوم بأن تصرفات سفهائهم إن لم تردع من قبلهم فلن يجدوا منا آذانا صاغية عندما يجدوا –لا قدر الله- ما يسوءهم من أي فعل طائش من أفراد ينتسبون لأهل السنة. أما نحن فلا أقل من أن نقوم بواجبنا ذبا عن عرض أمنا رضي الله تعالى عنها وتصعيدا ضد مثل هذه الأعمال المشينة حتى يرتدع غلاة الشيعة أو يعودوا على الأقل إلى جحور تقيتهم ليريحوا أسماعنا ويراعوا مشاعرنا أو مصالحهم.