نقرأ بين الحين والآخر أخباراً طريفة تستحق إدراجها تحت خانة شر البلية ما يضحك .. * ففي سبتمبر الماضي مثلا قرأت عن مواطن أمريكي يدعى جاك ويلسون اشترى جهازا متطورا للتحذير من الأعاصير. وبعد ثلاثة أيام وصله الجهاز بواسطة البريد وكانت إبرة القياس تشير الى وجود (إعصار عنيف). ولأن الطقس كان هادئا وصحوا؛ ولأن الإبرة رفضت التحرك من مكانها؛ قرر ويلسون إعادة الجهاز الى الشركة المصنعة. غير أن موظف البريد رفض إرساله بحجة أن العنوان كان ناقصا بسبب تمزق الغلاف الخارجي. وعندها قرر السفر برا للبحث عن مقر الشركة في ولاية نيوانجلاند وإعادة الجهاز بنفسه. وبالفعل نجح في إرجاع الجهاز واستعادة نقوده ولكنه حين وصل منزله وجده قد دمر تماما بسبب إعصار مفاجئ تسبب بوفاة زوجته وطفليه!! * وفي تايوان ألقت الشرطة القبض على شاب متيم أرسل الى حبيبته 1320 رسالة حب خلال عامين فقط.. ولأنه شاب خجول لم يكتب اسمه أبدا على الرسائل ووعد الفتاة بتحقيق هذه الأمنية حين توافق على الزواج منه. غير أن الفتاة رفعت دعوى ضد كاتبها المجهول الذي اتضح للشرطة بعد شهرين من البحث والتحري أنه زميلها في العمل الذي لم يتجرأ يوما على مفاتحتها في الموضوع... المفارقة هنا أن الفتاة تزوجت لاحقا من ساعي البريد الذي استلطفته بعد رؤيته 1320 مرة خلال عامين!! * وفي الأسبوع الماضي دخل لصان توأمان إلى محل لبيع الأجهزة الالكترونية في بكين بغرض سرقته. وحين وصلا إلى قسم الكاميرات أخذ كل منهما كاميرا جديدة وبدآ يلتقطان صورا لبعضهما البعض.. غير أن عثورهما على أقراص "البلاي ستيشن" جعلهما يتركان الكاميرات وينسيان أمرها تماما.. وفي اليوم التالي لاحظ الموظفون وجود كاميرتين مستعملتين تشير كل منهما الى استعمال 19 صورة. وبفضل هذه الصور اكتشفت الشرطة أنهما من أرباب السوابق وتمكنت من إدانتهما وإثبات التهمة عليهما.. ليس هذا فحسب بل يقول رئيس شرطة بكين: هذه الصور أثبتت أنهما توأمان متطابقان الأمر الذي يفسر استمرار السرقات حين نقبض على أحدهما ثم نطلق سراحه اعتقادا أننا على خطأ ! * والحادثة الأخيرة مثال لحوادث كثيرة تثبت أن بعض الأدمغة لاتستحق الفراغ الذي تشغله.. فقبل شهرين مثلا أعلن أحد المطاعم المكسيكية عن عرض فريد لجلب الزبائن؛ فقد أعلن عن استعداده لتقديم وجبة مجانية طوال العمر لكل من ينقش على عضده شعار المطعم (وزغة سكرانة). ويبدو أن صاحب المطعم أساء تقدير حماس الزبائن لهذا العرض حيث تقدم 390 شخصا في أول أسبوع يحملون على أجسادهم وشم "الوزغة" . وفي الأسبوع الثاني ارتفع العدد الى 740 ثم الى 1290 ثم إلى 2330 وأصبح المطعم يستقبل عائلات بأكملها تحمل هذا الوشم.. والحماقة هنا كانت مشتركة بين الزبائن وصاحب المطعم ؛ فالزبائن نقشوا على أجسادهم وشما يصعب إزالته، والمطعم لم يستطع تحمل خسائر الوجبات المجانية وتقديم "حساء الوزغ" بلا مقابل! * وفي الحقيقة قد تصدر الحماقات أيضا من شركات ومؤسسات محترمة ؛ ففي ألمانيا مثلا هناك دار نشر عريقة تدعى "شيراند" معروفة بإصدار الخرائط والأطالس الجغرافية الدقيقة . وتعد خريطتها عن جبل بروكن (أعلى جبل في ألمانيا) رائجة جدا بين هواة التسلق والتزحلق على الجليد. غير أن أحدث القياسات أثبتت أن ارتفاع الجبل هو 3747 قدما وليس 3741 كما هو مكتوب على أحدث خرائطها. وكي تحافظ على دقة معلوماتها وعدم سحب خرائطها من السوق كلفت شركة إنشاءات برفع قمة الجبل ستة أقدام إضافية باستعمال كومة من الصخور الطبيعية .. هذه الحركة (التي تنمّ لأول وهلة عن ذكاء جيولوجي مرتفع) هزت ثقة الزبائن بمصداقيتها فتراجعت مبيعاتها بشكل حاد!! ... بدون شك ليس عيباً أن تخطئ ؛ ولكن التصرف بحماقة قد يشكل آخر خطأ بحياتك ...