«الدكتور محمد العريفي أسد الإسلام والشجاع المقدام، سر على بركة الله في زيارتك لبيت المقدس ولا تأبه للوم المرجفين». «أيها الشيخ العريفي أنت صاحب المبادرات وزيارتك للقدس نوع من النصرة لمسرى رسول الله وللمقدسيين المحاصرين المقهورين، فتوكل على الله». هذه نماذج من تعليقات كثيرة سطرها يراع الشبان والشابات المحبين للشيخ العريفي في عدد من المواقع الإعلامية الإنترنتية التي تعرضت لهذا الموضوع المثير. هذه التعليقات الشبابية، بطبيعة الحال، قبل توضيح العريفي الأخير الذي قال فيه إن المسألة لا تعدو أن تكون لبسا أو سوء فهم وإلا فلا يمكن أن أزورها - والكلام للشيخ العريفي - وهي تحت حراب الصهاينة كما يستحيل أن أجعل صلاتي في القدس بعد استئذان واستجداء القنصليات الإسرائيلية كي تمنح وتتفضل علي بتأشيرة. وختم الشيخ توضيحه بأنه لن يدخل القدس إلا بالسيف كما أخذها الصهاينة بالسيف. حسن، الشيخ العريفي قال إنه لم يقصد كسر الإجماع العربي والإسلامي والقيام بسابقة في تطبيع الاحتلال الصهيوني للقدس وتكريسه، وهذا هو المظنون به لمن عرف غيرته وعاطفته الإسلامية الجياشة. وعليه، فأحسب أن من تضييع الوقت تشديد اللوم والتثريب عليه بعد هذا التوضيح؛ سواء سماه منتقدوه استدراكا أو تراجعا أو توضيحا، وسواء كان هذا التوضيح مقنعا أم لا. الذي يجب أن يلتفت له الجميع والذي يعتبر مصدر قلق، أن الشباب العربي؛ ذكورا وإناثا، ومنهم المحبون للشيخ وهم بالملايين، قد أيد زيارته المقدسية؛ عينة منهم «مستبشرين» بمشروع الزيارة العريفية للقدس على أنها زيارة حقيقية وليست من شرفة بيت أردني كما ورد في توضيح الدكتور العريفي لاحقا، مبدين اشتياقهم لرؤية شيخهم المحبوب تلامس جبهته ثرى المسجد الأقصى ساجدا لله فيه. هذه التعليقات العفوية المؤيدة هي التي يجب أن تستوقف المراقبين والمحللين؛ إذ يبدو من المقلق أن ترى أغلبية الشباب العربي ذكورا وإناثا لا يدركون ولا يعرفون لماذا لا يذهب علماء المسلمين ودعاتهم ومفكروهم بل وقادتهم وساستهم إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، حتى تساءل كثير منهم بعفوية تامة «ما المشكلة في صلاة في المسجد الأقصى؟». الحسنة الوحيدة في «القنبلة العريفية» أيا كانت دوافعها ومبرراتها ونواياها وخفاياها، التي أثارت سخطا كبيرا في طول العالم الإسلامي وعرضه، وحتى لو أساء الناس فهمها كما قال الشيخ العريفي، أنها منحت فرصة كبيرة لنكش موضوع مقاومة التطبيع مع إسرائيل وإحيائها وتوضيح معالمها ومبرراتها وضرورتها ما دامت أقدام جنودها تدنس ثراها الطيب، فقد أفردت عشرات الفضائيات بعد كلام الشيخ العريفي حول القدس ساعات كثيرة من بثها لتغطية موضوع زيارة القدس وتوضيح آثاره وخطورته وتداعياته على الصراع العربي الإسرائيلي، كما استضافت وسائل الإعلام المختلفة عددا من المشائخ والعلماء يحذرون من خطورة مثل هذا التوجه، وهذه من المرات النادرة التي تصطف فيها ألوان الطيف الفكري من إسلاميين وليبراليين وغيرهم في خندق واحد لنقد مشروع زيارة داعية إسلامي للقدس، هذا مع إدراكي التام أن لكل فريق أجندته في نقد الزيارة، كما أن لكل منطلقاته وأهدافه الخفية والمعلنة، المهم أن «التصريحات العريفية» حول القدس على الرغم من أنها أحدثت ضيقا وتبرما وبلبلة وردود فعل شديدة، فإنها، والحق يقال، لم تكن شرا محضا؛ فالسؤال الحائر في أذهان الشباب «ما المشكلة في زيارة القدس؟» وجد له جوابا شافيا وافيا في الحوارات والنقاشات والمقالات وبرامج الإفتاء التي كانت صدى لمشروع الزيارة العريفية للقدس، أي إنها فرصة سانحة لتسليط الضوء مجددا على مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وإحيائها في أذهان الأجيال الجديدة التي ساءنا أنها لا تدرك جيدا ج