خالد حمد السليمان - عكاظ السعودية لا ينافس الأخطاء الطبية هذه الأيام غير أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا ينافس حساسية وزارتي الصحة والتربية والتعليم تجاه النقد غير حساسية الهيئة، ولا ينافس ردود أمانة جدة في الإنكار الذاتي تجاه ما ينشر ضدها من انتقادات غير ردود الهيئة!! ما يجب أن تدركه الهيئة أن الإغراق في تقمص دور ضحية المؤامرات الصحافية التي تهدف إلى تشويه صورتها لن يساعدها على مواجهة الانتقادات وتصحيح هذه الصورة في المجتمع، صحيح أن هناك نقدا غير موضوعي يقع في فخ التعميم ينشر أحيانا ضد الهيئة لكن الصحيح أيضا أن هناك أخطاء وتجاوزات بررت الكثير من النقد المنشور ولولا وجود هذه الأخطاء والتجاوزات وغياب صورة الإدارة الحازمة في معالجتها لما وجدت الهيئة نفسها في مرمى النيران!! ما يساعدها هو: أولا اعتماد الشفافية التامة في التعامل مع الأخبار والانتقادات التي تنشرها الصحف، وثانيا التوقف عن الدفاع الأعمى عن أخطاء و تجاوزات موظفيها، ثالثا التوقف عن لعب دور الضحية في العلاقة مع الصحافة، فالمجتمع لا يتعرف على أخطاء الهيئة من الصحافة وإنما يعايشها في واقعه من خلال تصرفات وأخطاء وتجاوزات بعض منسوبيها، رابعا الخروج من وهم خصوصية الهوية وحصانتها، فالهيئة جهاز حكومي يخضع للنظام الذي يحدد مهامه وصلاحياته ولا يجوز أن يظن بعض منسوبيه أنه جهاز فوق النظام أو يملك حصانة مطلقة وصلاحيات مقدسة، خامسا ضرورة مراجعة الذات وممارسة النقد الذاتي للتعرف على الواقع وكيفية التعامل مع المتغيرات، ولعل عقد مؤتمر لمثل هذا الأمر يعتمد الشفافية والمصارحة بات ضرورة ملحة!! ومن يطالع الرد الذي نشر للهيئة الأربعاء الماضي في «عكاظ» يقرأ حوالي نصف صفحة من الدروس الصحافية لكنه لا يخرج بمعلومة مفيدة واحدة حول قضية فتاة تبوك وهي المحور الأساسي الذي كان القارئ ينتظر أن تعلن الهيئة موقفا منه، والتعلق بقشة انتظار نتائج التحقيقات ليس مبررا لمنع الصحافة من لعب دورها في ملاحقة الأخبار ونشر وقائعها خاصة عندما تعتمد على شهود الأحداث وأطرافها، بل إن ملاحقة أخبار الأحداث وكشف ملابساتها بمهنية وموضوعية هو جزء لا يتجزأ من عقيدة العمل الصحافي!! أما المثير للدهشة فهو أن تتفرغ الهيئة لتقديم الدروس في المهنية الصحافية في ردها الطويل بينما فشلت في فهم أحد أهم معايير المهنة عندما بعثت بردها على الصحيفة إلى موقع إخباري إلكتروني لينشره قبل صدور الصحيفة!!