اختار المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري مواجهة الأسئلة الجريئة بإجابات أكثر جرأة، حين أقر بأن "الهيئة تمرر ما تريد وتلح على الصحافة لنشره" قائلا إن "الانتقائية موجودة من الهيئة ومن الإعلام، ونحن نمرر ما نريد ونلزم الصحافة ونلح على أن يظهر، وهذا خطأ". وفقا لجريدة (الوطن) وزاد القفاري، ردا على مداخلة في حلقة نقاش بعنوان "الإعلام والهيئة" التي نظمها كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة بجامعة الملك سعود أمس: حين يقال لي إن هناك حيادا في النشر، فهو لا ينطبق على الشركات المعلنة حيث تحجب أخبارها السلبية. وأضاف المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف "أنا لا أقول هذا بسبب تذمر، لا بل هذا من مصلحة الهيئة، واستفدنا منه كثيراً، ولكن تكون بقدر المنح والزيادات". جاء رد القفاري تعليقاً على عدم متابعة وسائل الإعلام للأخبار التي تنشرها حتى ظهور نتائجها الأخيرة، إضافة إلى أن القفاري وبعض المناقشين رأوا أن هناك مبالغة في نشر أخبار الهيئة التي توصف بكونها تجاوزات في حين يغض الإعلام الطرف عن تجاوزات في جهات أخرى، خاصة الشركات المعلنة في الصحف. ونفى القفاري أن تكون الهيئة منفذة لأجندة تيارات فكرية أو منهجيات سياسية معينة لا في الداخل ولا في الخارج، مؤكداً أنها تنتمي لمنهج السلف الصالح الذي قامت عليه البلاد قبل 300 عام، وهو نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد القفاري أنه لا يسمح لمنسوبي الهيئة بخدمة أي أجندة سواء محلية أو خارجية، وألا تدخل في نزاعات فكرية، مشيراً إلى أن هناك توجيهات وتعليمات صريحة تمنع فيها النقاشات المنهجية الفكرية داخل مراكز الهيئة. وقال إن الهيئة من أوائل من حارب الفكر المنحرف، ووضعت استراتيجية لتعزيز الأمن الفكري، وهي شريكة مع وزارة الداخلية في مواجهة الإرهاب وإبطال الفكر المنحرف. وطالب القفاري بوجود ميثاق شرف بين الهيئة ووسائل الإعلام لتجاوز المشكلات الحاصلة بين الطرفين وتقريب وجهات النظر، مضيفاً أنه يتطلع لوجود مهنية، وأن يكون العمل مشتركاً لخدمة المجتمع، مشيرا إلى أخطاء تقع فيها الصحف في طريقة النشر وصياغة الخبر حينما يخطئ الفرد ويلبس للمنشأة. من جانبه، قال نائب رئيس تحرير صحيفة "المدينة" محمد الزهراني إن غياب الشفافية وتكرار أخطاء رجال الهيئة وشعور بعضهم بأنهم فوق مستوى النقد، وأن رجل الحسبة لا يحاسب، كانت من أهم أسباب توتر العلاقة بين الإعلام والهيئة، مبيناً أن الهيئة ترى أن الإعلام يستهدفها في نشر الأخبار. وأضاف الزهراني، أن العلاقة بين الهيئة والإعلام ظلت ملتبسة تخيم عليها الشكوك المتبادلة، مشيرا إلى وجود إدراك في بيئة الإعلام بأهمية الهيئة، لكن هناك تخوف نابع من تجاوز بعض العاملين بها حدود الاحتساب والقفز إلى مناطق الحساب دون تفويض شرعي أو نظامي، كما حدث في بعض الحالات والمناطق. ودعا الزهراني إلى بناء استراتيجية إعلامية للهيئة يساهم في إعدادها أكاديميون وإعلاميون تقوم على مبدأ الشفافية وتغيير الصورة بأسلوب الإقناع والمواجهة. وفي السياق نفسه، بين نائب رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" الدكتور خالد الفرم، أن مقالات الكتاب لا تتدخل بها الصحيفة وأن رأي الكاتب ليس من الضروري أن يكون رأي الصحيفة. أما الخبر فلا يدخل به رأي المحرر، وهو مقدس يتطلب تواجد أركان الخبر كاملة. إلى ذلك، قال المستشار الإعلامى بالهيئة ياسر الشهري، إن المؤسسات الصحفية التي تمارس النقد والرصد والرقابة على الهيئة هي من أكبر المؤسسات خرقاً للنظام، مشيراً إلى أن غالب الصحف وكتاب نقد الهيئة لا يطالبون باستبدال رجال الهيئة بمن هم أكفأ منهم، بل إن مطالبهم تتمحور حول عدم تدخلهم فيما يقع في المجتمع من انتهاك للحرمات، مضيفاً أن الصحافة أضرت ثقافة الرقابة والنقد والنصح في المجتمع. وأشار الشهري إلى أن الأخطاء المهنية التي تقع فيها الصحف المحلية في تعاطيها مع الأخطاء الميدانية يستخدمها الصحفي للإثارة واستقطاب الجماهير تحولت إلى منتج يقدم في تمرير بعض الرؤى والأفكار. أهم التوصيات • استثمار الكراسي العلمية بالجامعات في تنظيم حوارات مباشرة بين قيادات الهيئة ورجال الإعلام. • أن تستثمر الهيئة الدور الإيجابي الذي تقوم به الصحف. • أن تلتزم الصحف والهيئة بقيم وآداب الأمر بالمعروف عند تبادل النقد. • أن تلتزم الصحف بتغطية القصص الإخبارية إلى نهايتها، وإغلاق الملفات التي فتحتها عن ملحوظاتها على الهيئة ونشر النهايات الإيجابية، كما تنشر السلبية.