أنيس منصور *نقلا عن "الشرق الأوسط اللندنية. السياسة البريطانية الأميركية كانت سمنا على عسل أيام الرجلين العظيمين: تشرشل وروزفلت.. وذلك في الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وقد بلغت أوْجَها في عصر مرغريت ثاتشر رئيسة الوزراء والرئيس ريغان. فعندما كانت بريطانيا تحارب الأرجنتين. كانت أميركا تنقل لها عن طريق الأقمار تحركات البحرية الأرجنتينية أولا بأول. ثم إنهم أعطوها الكثير من الأسلحة. بل إن مرغريت ثاتشر رغم الهوان الذي تلقاه من فرنسا ومن رئيسها فرانسوا ميتران الذي وصف مرغريت ثاتشر بأن لها شفتي مارلين مونرو وعيني الطاغية كاليغولا، كانت أرجل رجل في بريطانيا. كانت تصف وزراءها بأنهم «مائعون» أي في غاية الرخاوة والأنوثة. رغم العداوة التقليدية. والحرب الخفية الأبدية بين فرنسا وبريطانيا فإن ثاتشر ذهبت إلى ميتران تطلب مساعدته. ففرنسا زودت الأرجنتين بنوع من الطوربيدات يطفو على سطح الماء.. أو يطير على سطح الماء واسمها «الأسماك الطائرة». وكانت تصيب قطع الأسطول البريطاني ولم تخطئ مرة واحدة. ومطلوب من فرنسا أن تعطي بريطانيا الموجة السرية التي تحرك بها هذه الطوربيدات. فأعطتها فرنسا هذه الشفرة فكانت تقوم بريطانيا بتضليل الصواريخ بعيدا عن أهدافها، وانتصرت بريطانيا. والفضل يرجع للصداقة العميقة بين مرغريت ثاتشر والرئيس ريغان. الصداقة قد تعمقت بين توني بلير رئيس الوزراء العمالي والرئيس دبليو بوش. وبلغت قمتها. فكانت بريطانيا تمشي وراء أميركا كلبا مطيعا. حتى انكشف موقف بلير الذي اندفع وراء أميركا من أجل أن يفوز بمركز دولي في أوروبا.. وقد قرر أعضاء البرلمان أن شهر العسل بين البلدين قد انتهى.. وأن بلير قد ضلل بريطانيا وورطها وهدد مصالحها في كل الشرق الأوسط.. ولا صحوة لهذه العلاقة التي ماتت وشبعت موتا إلا بمعجزة. بأن تظهر مرغريت ثاتشر أخرى في بريطانيا وجورج دبليو بوش في أميركا.. وهذا هو المستحيل. والحاجة ماسّة إلى معجزة في زمن لا يعرف المعجزات!