* كانت حرب السويس عام 1956م حداً فاصلاً بين حقبتين في تاريخ بريطانيا، الأولى منهما كانت تتمتع بقرار سياسي ينظر إلى مصلحة المملكة المتحدة وخصوصاً مع العالم العربي، والثانية فقدت فيها الحكومات البريطانية المتعاقبة قرارها السيادي لحليفتها الصاعدة – آنذاك – الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث هُددت حكومة أنتوني إيدن الذي خلف تشرشل في عام 1955م بقطع المعونات الأمريكية عنها وخصوصاً ما يتصل بسياسة دعم الجنيه الإسترليني، وكان الرؤساء الذين خلفوا إيدن من أمثال: مكميلان، لودد: هوم، ويلسون، هيث يعلمون حقيقة ما يمكن أن يجره عليهم اختيار أوروبا وتقديمها على أمريكا. * مجيء مارجريت تاتشر عام 1979م والتي وجدت في «رونالد ريغان» حليفاً قوياً وخصوصاً لجهة الأفكار الأيدلوجية التي يؤمن بها الاثنان وهي فيما بات يعرف آنذاك بالقيم اليهودية - المسيحية المشتركة، والتي شكلت أساساً لما عُرف بعد بجماعة «المحافظون الجدد». * كان توني بلير – آنذاك – شخصية مغمورة فلم يدخل البرلمان البريطاني إلا في عام 1983م نائباً عن دائرة Sedg-Field العمالية، ولكنه ظل يرقب كرسي زعامة الحزب، فاستقال بداية نيل كينيك عام 1992م ثم رحل رائد التجديد ولما عرف لاحقاً بمصطلح العمال الجدد، وهو السياسي والمحامي جون سميث، وقفز بلير من الصفوف الخلفية للحزب ليصبح زعيماً له، ثم ليفوز بانتخابات 1997م أمام جون ميجور الذي بدا قزماً أمام مارجريت تاتشر التي استقالت تحت ضغط خصومها وحلفائها السابقين بدءاً من مايكل هيزلتاين وانتهاء بوزير خزينتها ذي الجذور اليهودية نايجل لاوسون Lawson. * بعد أحداث سبتمبر والتي وضع لها بلير عنواناً في مذكراته يدل على تبعيته الأيدلوجية والسياسية لجورج بوش الابن وهو «كتفاً إلى كتف» ص: 341 – 370. * نعم لقد وجد بلير ضالته الأيدلوجية، فلقد كان يشعر بفراغ روحي وفكري استطاعت عقيدة المحافظين الجدد أن تملأه. * بعد استجواب بلير من قبل اللجنة التي يرأسها جون تشيلوكت (Chilcot) للمرة الثانية حول القرار الذي اتخذه بالسير خلف بوش الابن لغزو العراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، خرج اثنان من أركان حكومته السابقة وهما لورد ويلسون، ولورد دينتون ليؤكدا كذب «بلير» الذي أدلى به أمام اللجنة وهو أنه أعلم مجلس وزرائه بعملية الغزو، فلقد أكدا في الويكلي تلغراف، 2-8 فبراير 2001م أن ذلك القرار تم من دون موافقة رفاقه في الحكومة - آنذاك – وإذا كان «بلير» اختفى بعد ذلك الاستجواب في بريطانيا فإنه ظهر أخيراً متحدثاً من القدس مبدياً تخوفه على إسرائيل من الأحداث الأخيرة التي تجري في البلد العربي – مصر – وذلك غاية ما يقلق بلير ويجعله قريباً من العصابة الإرهابية في الكنيست.