قرأت مقالة الأخ الكريم محمود عبد الغني صباغ وعنوانها (جامعة أم القرى صراع التنوير والممانعة )وذلك عبر مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية وقد أحاله إلى ما يسمى جريدة الوطن - كما نشرته صحيفة انباؤكم نقلا عن الوطن السعودية - وقد اعتمدت هذه الإحالة وبنيت هذا الرد عليها فإن كان عبد العزيز قاسم مصيبا فهذا هو المأمول فيه وإن كان مخطئا فنأمل ممن يتعب نفسه في قراءة هذه الجريدة أن يتولوا تصويب الإحالة عليها , وقد استغربت من استهلال الكاتب هجومه بي دون ذكر أي سبب لهذا الهجوم سوى أنه قال (لعل في التصريحات الأخيرة للدكتور السعيدي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى، التي تجلب الاستياء والكسوف، ما يُرشح إلى ضرورة فتح الأضابير، والشروع في توثيق رواية ما لم يروه التاريخ: عمّا جَرَى في جامعة أم القرى؟!( وتابعت قراءة المقال لأبحث عن هذه التصريحات التي أطلقتها والتي كما يقول الباحث تبعث على الكسوف فلم أجده يذكر شيئا , وتعجبت قليلا من رئيس التحرير كيف يسمح بنشر مقال يفتقر إلى المهنية في صحيفته ؟ فإن من أشهر أصول المهنية في الكتابة اكتمال الفكرة المراد الكتابة عنها لاسيما إذا كانت تتعلق بالأشخاص , فالكاتب شهر بي دون ذكر سبب هذا التشهير , ولولا أنني أعلم أن القراء يعاملون صحيفة الوطن كما يعامل البريطانيون الصحف الصفراء , أي مصدر للتسلية وتزجية الوقت لا مصدرا للمعلومات والأفكار وهذا سر رواجها , أقول لولا ذلك لانزعجت كثيرا لأن هذا الكلام قد يوهم قراء الصحف الجادة بأنني أبحت محرما معلوما من الدين بالضرورة أو أقررت بشرعية أن تحتل القوات الأمريكية وطنا مسلما أو انتقدت السنة النبوية أو أوقعت الدولة في حرج بجرأتي على الكذب على الأمة والدولة كما يفعل بعض كتاب ما يسمى جريدة الوطن , لكنني لم أنزعج والحمد لله لأني أثق بالقراء بالقدر الذي لا أثق فيه بهذه الصحيفة . انهيت الآن كلامي عن الصحيفة التي نشرت المقال حسب رواية عبدالعزيز قاسم , وأعود الآن للأخ محمود كاتب المقال لأنني أحب له الخير وأتمنى أن يكون كاتبا مرموقا , فأقول له تعال يا شاطر : اسمع بانتباه الدرس الأول من دروس الكتابة ولا تأكل أظافيرك أثناء الدرس لأن هذا عيب عيب عيب . الدرس الأول : إذا تكلمت عن أحد في أي مقال وأردت نقده فاذكر الأمر الذي تنتقده عليه ولا تجعل الكلام مرسلا – مرسل يا بابا يعني : لا يستند إلى أسباب ولا وثائق , وفي الفسحة أشرح لك معنى وثائق – لأن الشتيمة المرسلة هذه لا تصلح في الصحف المحترمة , صحيح تمشي معك في جريدة الوطن , لكن إذا وفقك الله وانتقلت لصحيفة محترمة لا يمشي معك هذا الكلام , فاهم يا بابا . مثال ذلك يجب أن تقول قال السعيدي كذا وكذا , وإذا أنهيت نقل كلامه فعليك باحترامه مهما اختلفت معه فمثلا تقول وفقه الله بارك الله فيه إلا إذا كان السعيدي كذب فقل هداه الله أما إذا كان قال ما يخرج من الدين فقل رده الله إلى الحق لكن أن تقول إن تصريحاته تجلب الاستياء والكسوف فقط فهذا أمر لن يقبله منك أي رئيس تحرير محترم فاهم محترم أما إذا كان عير محترم فسوف يقبل أن تكذب على المؤسسات الحكومية وليس على السعيدي وحسب . الدرس الثاني : إذا ذكرت سبب النقد فانتقد بعلمية بمعنى أنك تستوعب الموضوع أولا ثم تنتقد بطريقة منهجية كالطريقة التي تعلمناها في قسم الدراسات العليا في جامعة أم القرى ودرسنا إياها الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء ,أما الرد بالهوى والعاطفة والموروث فهذا لا يمت للتنوير بصلة , بكسر الباء والصاد , حتى تفرق يا شاطر بينها وبين البصلة مفرد بصل . رن الجرس وسوف أشرح لك الآن معنى وثائق , وثائق يا شاطر تعني مستنداتك التي نقلت عنها الأمور التي تنتقدها , أين صرح السعيدي مثلا .في أي صحيفة أو منتدى علمي حتى لا يفهم أحد أنه صرح في جريدة الوطن لا سمح الله.