صالح محمد الشيحي - الوطن السعودية يقول الخبر الغريب.. الغريب: إن الشؤون الصحية للحرس الوطني بالرياض أطلقت مبادرة هي الأولى من نوعها بهدف تطوير استراتيجيات معالجة مرضى السرطان بالوطن العربي وتحسين العناية بهم! أعلم أن هذه الجزئية من الخبر بحاجة للوقوف طويلا.. طويلا.. كيف لي أن أفهم أن الجهة التي عجزت عجزت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن استيعاب المرضى المحولين إليها من رفحاء وعرعر وطريف وحفر الباطن تناقش وضع خطط لتحسين العناية بمرضى الوطن العربي! ومع ذلك سأتجاوزها مكره أخاك لا بطل وسألتفت لجزئية "مقدور عليها" تفضحها بقية الخبر الذي يقول: "وقد تم إطلاق المبادرة أول من أمس خلال حفل بفندق الفور سيزن بالرياض"! أيها السادة والسيدات: عندما تتم إقامة ندوات أو غيرها في فندق الإنتركونتننتال بالرياض فأنا أتفهم أن هذا الفندق ضمن ممتلكات وزارة المالية وبالتالي فإن التكلفة لا تدخل ضمن ميزانية هذه الجهة أو تلك.. يعني ب"بلاش"! لكن عندما تقام فعاليات حكومية في فنادق الخمسة نجوم الأخرى، ويتم حساب التكاليف المرتفعة ضمن ميزانية جهة حكومية يفترض بها أن تصرفها في خدمة المواطن فهذا أمر لا ينبغي السكوت عليه. لماذا لم يقم المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية للحرس الوطني الدكتور بندر القناوي بإقامة هذه الفعالية في إحدى القاعات التابعة للشؤون الصحية؟! أتذكر أنني حضرت مناسبة في قاعة احتفالات ملائمة لإقامة مثل هذه المناسبات في ذات المنشأة التي يديرها السيد "القناوي". ولكم بقية الأسئلة: لماذا لا تقام في مركز الملك فهد الثقافي.. لماذا لا تقام في مسرح الغرفة التجارية بالرياض.. لماذا لا تقام في إحدى القاعات التابعة لوزارة الصحة أو التربية والتعليم أو جامعة الملك سعود أو جامعة الإمام؟! أرجوكم لا تقللوا من الأمر، لأنه تحول إلى ظاهرة.. وأرجوكم مرة أخرى ألا تختلقوا الأعذار، فليس ثمة عذر يقنع أحداً! عندما تقوم جهة حكومية بإقامة احتفالاتها ومناسباتها في منشآت وفنادق القطاع الخاص وتدفع مئات الآلاف نظير ذلك، فهذا هو أبسط تعبير لمفهوم الهدر المالي.