** كنت وباستمرار أشعر بخجل كبير من نفسي.. ** كما اشعر بإشفاق لا حدود له على بلدي..ومواطني..عندما تحدث واقعة تفريق بين زوج وزوجته بسبب عدم تكافؤ النسب..بصرف النظر عن ثمرة زواجهما..من الأبناء..وبصرف النظر عن النتائج السلبية المترتبة على تدمير حياة أسرة كاملة..وتعاسة أطفال لا ذنب لهم..في التعرض لهكذا إجراء..لا منطق يسنده..أو مبررَ يوجب وقوعه.. ** وعندما أصدرت المحكمة العليا مؤخراً قرارا بإلغاء الحكم الصادر من محكمة الجوف بحق الزوجين (منصور وفاطمة وطفليهما) شعرت كغيري..بالارتياح..وهدوء النفس..لأسباب عدة.. ** فالمحكمة العليا جزاها الله عن البلد وأهله خيراً..نظرت في القضية من جوانبها الشرعية..والأخلاقية..والقانونية..والإنسانية..وقررت بطلان الحكم.. ** والمحكمة العليا بقرارها الصائب هذا أكدت أن مبدأ التفريق بين زوجين اقترنا بالحلال..وعلى أساس حكم الله وسنته نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام..هو إجراء غير صائب وإنه مخالف لشرع الله..وإنه لا يقوم على أسس شرعية أو موضوعية. ** والمحكمة العليا..بقرارها هذا..أرادت أن توقف هذا النمط من التفكير التمييزي المتخلف بين عباد الله..لتقطع بذلك دابر دعاوى كثيرة قد يتوسع فيها المجتمع على حساب القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.. ** والمحكمة العليا..وهي تنقض حكما كهذا انسجمت في ذلك مع حكم الشرع..ومع استحقاقات الإنسان وحقوقه الطبيعة في العيش بعيدا عن الامتهان لهذه الحقوق والمساس بها بسب أهواء..ودعاوى باطلة..لا يقبلها عقل..أو منطق.. ** والأهم من كل هذا هو.. ** أن تقوم جهات الاختصاص في الدولة..سواء المؤسسات الشرعية والدينية فيها..أو الإدارية والحقوقية..بحسم هذه القضية بصورة نهائية وقفل هذا الباب الخطر..وتخليص المجتمع من مغبة التمادي فيه..لاسيما بعد أن ثبت أن الكثير من الدعاوى المقدمة بهذا الخصوص..هي إما كيدية..أو أنها تجسيد لمفاهيم وأعراف وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان..أو أنها مجرد ابتزاز رخيص..أو أنها انعكاس لخلافات عائلية..ونعرات قبلية ضارة.. ** فليس من المعقول أن ندمر حياة عشرات الأسر بمبررات واهية..وعقيمة..أو كيدية. ** وليس من المقبول أن نكرس أو نبقي على أخطاء كهذه تسيء إلى حقوق الإنسان..وإلى صورة المجتمع السعودي..في الوقت الذي تركز فيه الشعوب الأخرى على تنمية الروابط الإنسانية فيما بينها..وليس التفريق بين أفرادها.. *** ضمير مستتر: ** (مأساة أن يتحكم فينا العُرف..ومنجاة أن يحكمنا الشرع..وتقود مسيرتنا عقول واعية بالأخطار).