حليمة مظفر لا شك أننا بحاجة إلى قانون؛ يُجرم ويُعاقب من يتعدى على حقوق الآخرين العقدية بالتجريح والتحقير من أي طائفة أو مذهب كان سنة أو شيعة، انطلاقا من سماحة الدين العظيم الذي يحفظ حقوق أهل الكتاب بيننا؛ فكيف بحق المسلم لأخيه المسلم في وطن ثري بمشاربه ومذاهبه. وأتساءل: إن أمكن للعريفي أن يأخذه حماس الخطيب، ويتلفظ بما لا يتناسب وأخلاق المسلم، فكيف به وهو الأكاديمي الراشد، والداعية الذي تعصره التجربة والدربة الإعلامية؟! وإن أمكن له أن ينسى قوله تعالى:" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "، أو قوله جل وعلا "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، أو يُسقط من ذاكرته النبوية ما لا يغيب عن استشهاداته في برامجه التلفزيونية حين يعلم الشباب آداب اللسان والعمل، من قول المصطفى الكريم "ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء"؟! بل إن أمكن حماسه أن يدفعه لشتم مرجعية دينية لإخوة له وشركاء في الوطن ويغفل عن المشروع الوطني الذي تقوده الحكومة لتعزيز المواطنة بين المواطنين على اختلافهم؛ بل ويغفل عن مجهود المملكة الإسلامي الكبير في دفع المقاربة بين المذاهب والطوائف الإسلامية على المستوى الإسلامي في مكةالمكرمة منذ أعوام قليلة؛ حقنا لدماء المسلمين ومنعا لتناحر جغرافيتهم؟! فكيف للمتحيزين للعريفي أن يتجاهلوا كل ما سبق ويأخذهم التعصب لصاحبهم؟!. وبصراحة؛ ما الذي يدفع أصوات بعض الدعاة والشرعيين والقضاة في بيانهم الموقع بأسمائهم ومناصبهم ليخرجوا به تعصبا للعريفي رغم خطئه؛ وتعزيزا لعدم اعتذاره ليقدموا العريفي على ما أمرت به آيات الله تعالى وأحاديث نبيهم في الأخذ بالموعظة الحسنة؟! لماذا فيما يكتبونه على مواقع الإنترنت ويحرضون عليه العوام في تبريرات "إن إساءة العريفي لا تقل عن إساءة المراجع الدينية الشيعية"؛ ويتجاهلون ما أُمرنا به :أن ندفع بالتي هي أحسن؟! وكيف يعميهم التعصب للعريفي عن فتنة يستكين شيطانها تحت عباءتها؛ ليمشوا باتجاه ما قال عنه المصطفى عليه السلام "دعوها فإنها منتنة"؛ وهو ما تحاول إيران رمينا به منذ أن أطلقت لأظافرها الحوثية محاولة التعدي الآثم على جنوبنا؛ لماذا يُصعدون موقف صاحبهم وكأنهم يعينون الأعداء على مآربهم؛ للنيل من الوطن الكبير الذي يحارب الإرهاب والتعصب؛ ويعزز الحوار والسلام والتعايش ؟! وبصراحة شديدة؛ ماذا يريد أصحاب العريفي؟! لأني أستغرب موقفهم في ظل ما يرونه في العراق ولبنان وباكستان واليمن وفلسطين؛ وهي رؤية تكفي المخلصين للدين والوطن سكب الماء على حبر الفتنة!! أخيرا؛ لا أعلم كيف أبرر صمت العريفي على ما أثير حوله؛ مع العلم أن ذلك من شأنه زيادة نسبة مشاهدة البرنامج التالي.