تركي الدخيل - الوطن السعودية أنت مع الهيئة؟ أم ضد الهيئة؟ هذا هو السؤال الذي يطرح عادةً بشكل تقليدي ومثير للملل! الهيئة مؤسسة رسمية وذات امتداد تاريخي في المجتمع، منذ "المطاوعة" وإلى أن تحولت إلى مؤسسة رسمية لها أنظمتها، ومكاتبها، وأهدافها، وهي جهة أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، في السابق كانت أدوارها تدور في إطار الترف الديني، مثل النهي عن إطالة الشعر،والحث على الصلاة، وملاحقة المزعجين في الحارات. مع تطور المساحة السكانية، والتكون الجديد للديمغرافية السعودية واختلاط المشارب والعادات، ومع الكبت الذي يعشيه الشباب، وتأخر سن الزواج، وارتفاع تكاليفه، أو بسبب الفراغ، صارت حكاية المعاكسات والمضايقات متفشية، لهذا غدت محاربة هذه الظاهرة أولوية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكنني في الوقت ذاته، ضد الممارسات التي يقوم بها بعض الأفراد المتحمسين، إما بضرب العجائز، أو تحويل الطرقات إلى مجال للمطاردات للسيارات، أو مراقبة جوالات الفتيات والشباب، أو تفتيش لبس النساء، وسواها من التصرفات السيئة التي لا تعكس الأهداف التي تريد الهيئة غرسها في المجتمع. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمكن أن ترسخه الهيئة عبر كسب الناس بجعل كوادرهم قدوات للأخلاق والسلوك الجميل، والابتسامة السهلة. وهذا ما تمنينا على الشيخ عبد العزيز الحمين أن يبدأ بتكريسه من الآن فصاعداً. من التطورات اللافتة للهيئة ما نقله مدير الإدارة القانونية بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خالد بن عبد الله الشافي عن استحداث وحدة لحقوق الإنسان في الهيئة ذات كيان إداري لحقوق الإنسان تقوم ضمن التشكيلات للشؤون القانونية وقوله :" إن الرئاسة تبني علاقة متميزة مع هيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان وتسعى إلى معالجة أوجه الخلل التي قد توجد وتفرضها طبيعة العمل الميداني ومباشرة التصدي لعدد من الجرائم والمخالفات". قال أبو عبد الله غفر الله له: لنتجاوز تحويل موضوع الهيئة إلى سؤال محنة، هل أنت مع؟ أم ضد؟ لنقف معها في مشروع التطوير الذي تختطه لنفسها. أن نبارك هذه الخطوات التي تدل على وعي من قبل رئيسها بضرورة تقنين عملها، وضخ الأساليب المدنية في كل أمر تقوم به، حتى لو كان أمراً دينياً.هذا هو المأمول مع رئيس وعد بالكثير وننتظر منه المزيد.