بفضل من الله ثم بسالة جنودنا في الميدان أدرك المتسللون أن الاعتداء على حدودنا لا يمكن أن يكون نزهة جبلية، وحين وجدوا أن فرصتهم الوحيدة للنجاة هي الهروب، قال قائدهم الذي ترك أتباعه قتلى في ساحة المواجهة: (نعلن الانسحاب)، حمى الله وطننا من كيد الحاقدين ونصر الله أبطالنا الذين وضعوا المعتدي بين خيارين: إما منسحب وإما.. مسحوب!. (حمى الخمرة – حمى الضنك – الوادي المتصدع .. إلخ) في كل يوم نتعرف على وباء جديد بسبب رداءة الصرف الصحي وتعامل وزارة الصحة مع هذه الظواهر المرعبة بمنتهى البرود.. نناشد كل الجهات المعنية بمواجهة هذه الأوبئة بقوة حتى تنسحب جميع الفيروسات الخطيرة من حياتنا مثلما انسحب (أبو الشباب)! يبدو أن البلديات قد أدمنت على تنكيد حياة الناس لدرجة أنها يمكن أن تشعر بأعراض (انسحابية) إذا عاش الناس حياة طبيعية، فهذا طارق الجحدلي من ثول يقول إن سكان الشارع العام في الحي الجنوبي يعيشون في ظلام دامس منذ ستة أشهر. (اسحبوا) لهم سلكا من أي ندوة كبرى حول مستقبل التنمية كي يستطيعوا رؤية الحاضر! في بعض الأحياء أصبح مخالفو الإقامة هم الأغلبية الساحقة، لدرجة أنهم يمكن أن يقيموا نقاط تفتيش لضبط كل من يحمل هوية، أصبح الناس ينسحبون شيئا فشيئا من هذه الأحياء كي يبتعدوا عن مشاكل هؤلاء المخالفين، فمتى نرى حملة كبرى تجبر هؤلاء المخالفين على الانسحاب من حياتنا؟! الهلال انتزع بطولة الدوري مبكرا لأن كل منافسيه انسحبوا منذ أول شد عضلي.. مبروك للهلاليين هذه البطولة المستحقة.. ولا عزاء للمنسحبين! يقول بعض أولياء الأمور إن مدرسة البنات في الثمامية التابعة لحائل ليس لديها جدول حصص محدد ومواعيد الدخول والخروج خاضعة لمزاج متقلب، إذا اشتكوا للمديرة من سوء التعامل قالت: (هذا جوالي إذا تبغى تتصل تشتكي)!، فلا يجدون خيارا سوى الانسحاب التكتيكي من أجل مستقبل بناتهم!