تباينت أمس المواقف من ظهور مرض الخمرة في جدة. ففي الوقت الذي أكد فيه ل«عكاظ» وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن حالات حمى الخمرة المسجلة «ما هي إلا حالات فردية عولجت في وقتها» قال مكتشف المرض أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور طارق مدني أن المرض لا يوجد له حتى الآن علاج أو لقاح واق وأنه لم يتم إجراء أية دراسات علمية عليه في المملكة منذ عزله في المختبرات قبل نحو خمس عشرة عاما. يأتي ذلك في الوقت الذي سجل أمس الأول ظهورا لأعراض المرض على أربعة أشخاص من قاطني شمال جدة. واعتبر استاذ الأمراض الطب الباطني والأمراض المعدية أن الفيروس أخطر على الإنسان من حمى الوادي المتصدع مطالبا عبر «عكاظ» الجهات ذات العلاقة بضرورة عدم التهاون من أجل مكافحة المرض سريعا قبل أن تشتد ضراوته وإن مكافحته تستدعي تعاون العديد من الجهات المعنية مع الفريق البحثي للجامعة كوزارة الصحة، الزراعةّ، الشؤون البلدية والقروية، الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ومشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي التابع للبنك الإسلامي للتنمية. لكن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة يؤكد أن وزارته كانت من أوائل القطاعات التي ساهمت في إنقاذ الأرواح والعمل الإنساني للمحافظة على صحة البيئة بعد السيول الكارثية في المناطق المتضررة كاشفا في ذات السياق ل«عكاظ» عن عمل صحي قادم لمحاصرة الأوبئة «هناك خطة واضحة المعالم بالتنسيق مع مركز مكافحة الأوبئة في أمريكا للتركيز على الأوبئة في جدة». وبالعودة إلى مكتشف المرض الدكتور طارق مدني فقد أوضح أن فيروس الخمرة (نسبة إلى الخمرة جنوبجدة) يأتي على شكل نزيف خطير يصيب الإنسان ويسبب حمى حادة والتهاب في الكبد والمخ ونزف من اللثة أو الأنف أو المعدة أو الشرج أو الرحم أو الجهاز البولي أو نزف في الجلد ويؤدي إلى الوفاة بنسبة تصل إلى 25 في المائة مشيرا إلى أن طرق انتقال المرض للإنسان لا تزال غامضة إلا أن الدراسات المبدئية تدل على انتقاله من الحيوان للإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر أو بواسطة البعوض بمختلف أنواعه كما هو الحال في حمى الوادي المتصدع. وأبان استاذ الطب الباطني والأمراض المعدية في جامعة الملك عبد العزيز أن المعلومات المبدئية لوبائية المرض حين ظهوره في مكةالمكرمة قبل نحو عشرة أعوام دلت على أن جميع الحالات المصابة كان لها احتكاك مباشر بالمواشي أو كانت تسكن حول المسالخ الأربع الرئيسة في العاصمة المقدسة وهي الشرائع، الكعكية، الشميسي والمعيصم ولم يتعرض أي من المرضى لعض القراد المعروف بقدرته على نقل الفيروسات الشبيهة بفيروس الخمرة مثل فيروس غابات الكياسانور في الهند. وحول الدراسات العلمية المتعلقة بتعريف المرض ومحاصرته طبيا أكد الدكتور مدني أنه لم تكن هناك دراسات علمية عن الفيروس على مستوى العالم للتعرف على خواصه وذلك لعدم عزله من أي مكان آخر في العالم وكل ما تم هو نشر بعض الدراسات لتحديد الخريطة الجينية للفيروس ونسبة التشابه مع الفيروسات من نفس الجنس.