نحن بصدد مشروع سياحي كبير غفل عنه رجال الأعمال. لا يكلف عددا من الباصات بسائقيها (كلما زاد العدد زاد الربح. حسب الأموال التي نوظفها.) يمكن أن يكون أيضا المشروع نسائيا لكن لابد هنا من تدخل الرجال كأي مشروع تقوم به امرأة. طالما أن المرأة غير مسموح لها أن تدخل الدوائر الحكومية ومباني الشركات والملاعب وغير ذلك فلابد من تعيين رجل يدخل هذه المحلات نيابة عنها. الشيء الطريف أنه يسمح للمرأة بدخول المطاعم التي أسسها ويملكها الكفار مثل مطاعم الهامبورجر(من وراء حجاب طبعا) بينما تمنع من دخول المطاعم التي أسسها ويملكها مسلمون مثل مطاعم الفول والرز البخاري. قضية منع المرأة من دخول ثلاثة أرباع الأماكن في البلد أوحت لي بفكرة جهنمية مربحة. تدر ذهبا. فحواها سياحة المرأة السعودية. مفهوم السياحة أن تقوم بزيارة معرفية أو ترفيهية أو تغيير جو. تمر بتجربة جديدة أو تشاهد شيئا لم تشاهده من قبل. بالنسبة للسياحة في الخارج أعتقد أن المرأة السعودية أكثر استمتاعا بالسفر من الرجل. إذا خرجت المرأة من البلاد تسافر إلى عالم لا تعرفه إلا في أحلام اليقظة. في أي بلد في العالم تستطيع أن تخرج من شقتها أو الفندق وحدها (لاحظ وحدها) وتدخل أقرب مطعم وتأكل وتغسل يدها وتحاسب بنفسها وتخرج. هذه تجربة رائعة وجديدة ومثيرة بالنسبة للمرأة السعودية، شيء من الأحلام. ويمكنها أيضا أن تضيف إلى عالم الأحلام هذا بأن تسير في الشارع وحدها لا يؤذيها أحد ولا يوجد جهاز حكومي أيا كان إذا شاهدها رجاله سيحققون معها وين رايحة وين جاية. مشروعنا تحقيق هذا الحلم محليا. نشتري باصات مغموتة ومكتومة ونعين لقيادتها سائقين ملتحين . تأخذ باصاتنا النساء إلى كل الأماكن التي يمنعن من دخولها. تبدأ الرحلة الساعة السابعة صباحا. نبدأ الرحلة بالتوقف عند مطعم فول. يتعرفن على شكل مطعم الفول من الداخل. يمسحن البوادي. يتذوقن طعم التميس الطازج كما يفعل الرجال كل صباح. بعد ذلك ننطلق إلى وزارة من الوزارات التي تمنع المرأة من دخولها. هذا يسمونه مكتبا وهذا يسمونه الارشيف وهذا يسمونه الصادر والوارد. ننتقل بعد ذلك إلى ملعب من الملاعب( استاد الملك فهد مثلا) هذي كلها يسمونها مدرجات وهذي يسمونها منصة وهذاك اللي هناك اسمه باب يوقف أمامه الحارس( الدعيع مثلا). ثم نأخذهن إلى مطعم رز بخاري. نشجع كل واحدة منهن أن تطلب بنفسها وتشطف يديها بنفسها وتحاسب بنفسها. ثم نقوم بجولات على عشرات المحلات والمرافق التي حرمت المرأة من دخولها. أكبر كلفة في المشروع هي تهيئة وتصميم الباصات. يفضل أن نسندها لنفس المقاول الذي صمم باصات نقل السجناء وباصات وزارة التربية والتعليم لنقل البنات.