حين نبحث عن حاجات المواطن الأساسية أو حتى غيرها سنجد أنها من أساسيات عمل الأجهزة الحكومية نفسها , حين يحلم المواطن ان يجد مخططات أراضي صحيحة يتم وضعها بمناطق آمنة أو أكثر أمنا بدلا من أن توضع في بطون الأودية والوديان كما يحدث في كثير من مناطق المملكة وهذا حقق ثراء فاحشاً لكل من استفاد من ذلك أيا كان، فهذه أبسط حقوقة كمواطن يطلب الأمان , يحلم المواطن لدينا أن يجد منزلا متكامل الخدمات أي مياه متوفرة وصرف صحي قبل أن يسكن وكهرباء لا تنقطع ومدارس قريبة لا منازل مستأجرة فهذا أبسط حقوقه , حين يحلم المواطن أن يرفع قضية بمحكمة أيا كانت يجب أن تحسم خلال أشهر أو أيام قليلة لا تستغرق سنوات وسنوات بلا حسم فهذا حقه كمواطن , حين يحفظ حق المواطن الذي يهدر من عدم توفير العناية الطبية فهو يحلم أن يحصل على طبيب يقابله خلال يوم واحد لا سنة أو أشهر وقد يتوفى والدور لم يأت له, ومن حقه أن يحصل على سرير وعناية تامة لكن كل ذلك أصبح من الحلم , من أحلام المواطن أن يجد وظيفة ليس بالقطاع الحكومي شرطها توفر بيئة العمل خاصة بالقطاع الخاص من تنظيمات وتشريعات تحمي حقوقه وتوفر له الوظيفة , تحلم المواطنة حين تبحث عن وظيفة كالرجل الذي أصبح مسيطرا على كل شيء وأصبح من الأحلام أن تعمل المرأة لدينا بل نصر على بطالتها , يحلم طلابنا وأولياء الأمور حين يفكرون بتغيير مناهج التعليم التي أصبحت تثقل ظهور أبنائهم بكثرة المناهج المكررة وهي التي في النهاية تجني عليهم وتخرجهم عاطلين عن العمل , يحلم المواطن أن تنتهي بطاقة أحاول خاصة بيوم واحد كسائر خلق الله ولا تضطر للواسطة والانتظار أسبوعين وثلاثة , يحلم المواطن أن يجد حقوقه حصل عليها بدون أن يوسط أحدا أو مجابهة روتين حكومي ومثال ذلك تعويضات متضرري أمطار جدة مثلا , يحلم المواطن أن يجد مشاريع الدولة يتولاها أكفاء مهنيا ومقاولون وقادرون على إنهاء المشروع بالوقت المحدد وبلا أخطاء , نحلم بمطار حديث لجدة والرياض وحائل وجيزان وأبها تكون دقة العمل لديه والكفاءات التي لديه أدق من الساعة السويسرية , نحلم أن نجد شواطئاً بلا مبانٍ مجاورة نحلم بساحل بحر من الرمال لا من صخور أو حواجز إسمنتية , نحلم أن نجد مرورا فعالا في شوارعنا فأصبحت شوارعنا ميادين قتل يومي لا يقل عن 17 . يحلم المواطن حين يخفق المسؤول أن يعلن عن استقالة أو انسحاب لا أن يلقي اللوم على أطراف أخرى وهو أول المخفقين , نحلم أن نرى مسؤولاً يحقق الفشل وعدم النجاح فيحاسب ويتم سؤاله, نحلم أن نرى مدراء شركات يمارسون شتى الاستغلال للشركات التي يرأسونها من عقود وسنوات يستقيلون من هذه الشركات التي هم سبب فشلها وانهيارها , نحلم أن نجد دوراً مهماً لوزارة التخطيط والاقتصاد الوطني , نحلم بدور لحماية المستهلك , نحلم بدور يعاقب التاجر الذي يمارس الغش والتدليس والغلاء . أحلامنا كثيرة وبقي أكثر , وكثير منها لم يتحقق , والواضح صعوبة أن يتحقق الشيء الكثير من أحلام المواطن والتي لم تتوقف أو تنتهي هنا , ولكن يظل المسؤول بمكانه ومنصبه الذي يرى أن هذا المنصب تشريفا لا تكليفا وله مطلق الحرية بكل شيء بلا حساب أو رقيب؟ استمر بحلمك ...