حين يفشل المسؤول في تحقيق أو الوفاء بوعوده ماذا يمكن أن يقول؟ من خلال ما نشاهد ونتابع فإن اللوم لا ياتي على "معاليه" بل ينصب على الشركة المنفذة أو الدراسات المتأخرة أو غير الدقيقة أو الاعتمادات المالية, أصبحنا الآن نحفظ عن ظهر غيب كمتابعين ومواطنين أعذار المسؤولين, أكثر من حفظنا لتاريخ اليوم أو تاريخ ميلاد أبنائنا, ومع ذلك يصر "المسؤول" بنفس الأعذار, وتكرار لا يمل ولا يتوقف, أيا كان هذا "المسؤول" سواء في التعليم أو الصحة أو الطيران أو الطرق أو الأمانات أو النقل, أين ما تولي وجهك وتقرأ ستجد المسؤول وكأنه مستنسخ الأعذار, إذا ما هو المفترض أن يفعل المسؤول المطالب بتحقيق الوعود والمشاريع والانجازات؟ وماذا يفعل المواطن الذي مل من أسطوانة الأعذار المتكررة حد أنك تتعجب من المسؤول حتى وإن كان معينا جديدا سيكرر نفس افتتاحية أي مسؤول سابق أو حالي "سيصمت" لشهر وشهرين وثلاثة وحدث ذلك مع وزير التربية والتعليم ووزير العمل نفس المقدمة "صمت" شهر شهرين بل ثلاثة, أما المشاريع أيا كانت فهي طبق الأصل الأعذار, ولكن المسؤول "الحصيف" يجب أن يغير "صيغة" الأعذار والاعتذرات, حتى تتغير الصورة لدى المواطن والمواطنة بأن يُخلق له أمل جديد وترقب أن هناك "أعذارا" جديدة, يمكن أن "تهضم" بسهولة وأن تضيف طاقة من الصبر للمواطن أطول من السابق. الأغرب أن لا تجد مسؤولا يقول "أخطأت" أو "قصرنا" أو "أخفقنا" أو "أعذرونا ما تحقق ما نريد" أو "يقول هناك فساد" أو "فصلنا" أو "أقلنا" أو "حققنا" أو "حولنا للتحقيق" أو "خططنا غير صحيحة", لا نجد هذه المصطلحات متداولة لدينا في الوزارات والجهات الحكومية, بل نسمع بتكرار هائل بلا كلل ولا ملل "يضاهي مثيله في العالم" وقد يكون هذا مطارا أو جسرا أو إنجازا طبيا عاديا أو غيره, وعبارة "وفق الدراسات المعمولة" ولا أعرف هل توجد دراسات لا تعمل، فهل كارثة سيول جدة وفق الدراسات المعمولة أو المستشفيات التي لا تكفي مجتمعة مدينة الرياض وحدها, عبارات فضفاضة نستخدمها كثيرا ونرددها "خلال عام وعامين سينتهي المشروع" ولن تجد المشروع من أساسه بعد سنة أو عشر سنوات, وعبارة "ستنتهي مشكلة..." يمكن لك تضع في الفراغ أي شيء وستجد أن "المشكلة..." لم تنته بل تعمقت وضربت بجذورها واستحال الحل أبسط مثال "البطالة" و "التستر" و "السعودة".. وأترك لك القارئ الفراغ لتكمل ما تشاء من أزمات لدينا لا أملك حصرها. أيضا عبارات "تمت السيطرة عليها.." وهنا أضع الفراغ ويمكن أن تضع عزيزي القارئ أي شيء "الأسعار من غذاء ودواء وشعير وبرسيم وحبوب و..." وأيضا يمكن تضع في الفراغ "حمى الضنك" و"الأخطاء الطبية" و"تكدس المدارس".. كم هائل من المتغيرات والأزمات مازال المسؤول يمارس بدون احتراف ممارسة الأعذار والتسويف والتأويل بلا ككل أو ملل, وأرشح أن تضع كل وزارة أو هيئة أو مسؤول موظف متخصص أو ادارة محترف بكيفية "الابداع في الأعذار والتسويف", فلم نعد "نتشرب" هذه الأعذار التي أصبحت من الماضي في عصر أي فون والأي باد والبلاك بيري.