بودي أن أبعث للزميل القديم الجديد الدكتور محمد الهرفي ثلاث إشارات لافتة وقد اتهمنا يوم السبت الماضي، نحن كتاب "الوطن" أو بعضنا، بجهل مشروعية دعاء القنوت. الأولى، أخي الدكتور، إن كنت تعلم أو لا تعلم، أن الغارة الحوثية المذهبية قد أخلت من حدِّنا الجنوبي بضعاً وأربعمئة قرية كاملة بعشرات الآلاف من السكان الذين يستوطنون اليوم خيام القماش فيما أنت مشكوراً ما زلت تتكرم علينا وعليهم بضوابط الدعاء، وإذا كانت هذه الجحافل الهاربة نحو الأمان، ونحو الخيام لا تستحق دعاء القنوت فاذهبوا بدعائكم إلى غروزني. تذكر أخي محمد أنني مثلك أكتب من مكتب فاخر وفي منازل مقفولة بعشرين ضبَّة لا من حول بوابة خيمة إيواء رمادية. الثانية، لأخي الفاضل الكريم، وإن كنت مع تركي الدخيل تحديداً في صلب اقتباساته جهلاً (فاضحاً) مثلما قال بمشروعية دعاء القنوت فماذا سيقول أخي الدكتور لسماحة مفتي عام المملكة الذي قال به صراحة مساء السبت بعيد سويعات من مقال الهرفي آنف الذكر صبح ذات اليوم. من هو الذي استعجل فينا ليهرف بما لا يعرف ولمن كانت دعوة سماحة المفتي الصريحة بالقنوت نصرة للجندي والأسير والشهيد وللنازحين من بني وطننا إلى الخطوة المجهولة. الثالثة، إلى رسالته التهكمية وقد ابتدأ مقالته (بجهل كتاب صحيفة الوطن) أو بعضهم على وجه التحديد، وفي مثل هذه المواقف أربأ بمن في قامة الدكتور محمد الهرفي عن تصفية الحسابات على حساب قضية وطنية لأن الذين كتبوا عن دعاء القنوت في تلك الفترة هم طيف واسع من الكتاب والصحف فلماذا الإشارة المبطنة بالتخصيص، حتى وإن كنا في هذه الصحيفة مع الزملاء الكتاب الآخرين نفخر لو أننا وحدنا ابتدأنا هذه اللفتة. وحتى حين اتهمنا الهرفي، مع بالغ الشكر، أننا ندعو لنجدة وإغاثة هؤلاء النازحين وكأن في دعوتنا الظاهرة المعلنة تهمة للدولة بالتقصير فيما الدولة قادرة مقتدرة لا تحتاج لهبة شعبية، فسأدعوه للرمزية في التضامن مؤمناً أن بلدنا وشعبنا الذي آوى من قبل أفغانستان وغزة والشيشان قادر بأقل الأحمال أن يضع هؤلاء النازحين في مصاف حياة النجوم وبلدي فعل وسيفعل. أخي محمد الهرفي: هل ستسحب ذات التهمة على قامة مثل الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز حين وهب مؤسسة (العنود) الخيرية في خدمة (أهلونا بالجنوب) دعماً وتضامناً، وماذا ستقول للأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وقد أشرف بنفسه ومن أمام مكتبه على أكبر قافلة في (حب الوطن) رغم أن القامتين تعرفان جيداً أن قيادة هذا البلد تستطيع ولله الحمد أن توفر للنازحين حتى أصابع الشوكولاته (المثلجة) وقد فعلت. الرسالة أخي محمد أن نشعر وأن نستشعر وأن يكون الدعاء من القلب وتكون المشاركة الرمزية من أجل الحب وأن تكون الوقفة التضامنية ديدن شعب. وعذراً إن اختلفنا معكم لأول مرة من أجل وطن نحمل له اختلافاً متبايناً في قضية واحدة. تذكر أخي محمد أنك الذي ابتدأت ولو لم يكن نصف مقالي في صلب مقالك السابق لما رددت.