كانت روحه تترصد بي أينما وليت وجهي في مدينة القصيم التي استوطنتها في الماضي وقبل ما يقرب من ألف وستمائة عام قبيلته بني عبس. تحضر فروسيته وشجاعته وكرمه وانتماؤه.. وعبلة حبه العذري، والسؤال الذي أرَّق الكثيرين البحث عن إجابته، هل هذا الشاعر حقيقة أم أسطورة.. واقع أم مخيلة نسجته هذه الأدمغة التي لا تمل البحث عن البطل الأسطورة. حقيقة هذا الشاعر هل وصلتنا كاملة؟ أم شابها بعض الأسطورة فزادت حتى صارت ككرة الثلج كلما تدحرجت كبرت وكلما عبرت الأزمنة والأمكنة صارت أضعافاً مضاعفة. آه عنترة.. وحياتك حتى مماتك بكل تفاصيلها تحضر في أروقة ملتقى نادي القصيم الأدبي الخامس.. الشعر يحضر سيداً جليلاً عظيماً يستعيد طاقته ويتربع على عرش الإبداع بعد أن زاحمته الرواية من بين الأجناس الأدبية الأخرى. من كل صوب بالمملكة من صروحها العلمية ومنابرها الثقافية ونواديها الأدبية يقصد الباحثون والنقاد والشعراء القصيم تتغنى أرواحهم وأقلامهم وتورّق أفكارهم بمن عشقوه وعاش داخلهم بكل القيم النبيلة التي نقلها لهم نص مدرسي أو قصة تلفزيونية أو خشبة مسرحية.. واليوم وجدوا في مضارب عبس يستلهمون شاعرية المكان وفروسية الشاعر ورمزية الأسطورة وعذرية الحب. ما أسعدنا بهذه الأندية الأدبية أوعية الثقافة ونوافذ الحياة.. كم من الفضل لها في إثراء المشهد الثقافي سواء بإصداراتها أو ملتقياتها أو فعالياتها المتعددة والمتنوّعة على مدار العام. في حضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم ملتقى النادي الأدبي في القصيم ومشاركته الحاضرين في الليلة الأولى لافتتاح الملتقى لتجسير ما بين أصحاب القرار والسلطة وأهل الثقافة والفكر، والقلم، وتشريفه فقرة من برنامجي الثقافي لدعم للثقافة وأهلها. زاد الملتقى وهجاً وقرباً من الشاعر الأسطورة تلك الرحلات إلى صخرة عنترة وإلى عنيزة والتي نظّمها الملتقى للمثقفين والمثقفات على هامش فعاليات ملتقاه، فقد استلهمت من الذاكرة عبير ما عبق بها من سيرة هذا الشاعر ودياره. هنيئاً لنا بهذا الحراك الثقافي الذي يجب أن لا نستقل به أبداً.. هنيئاً لهذه الديار مجدها وتاريخها، وكل الحب لمن قابلت وزادني لقائي به تقديراً لنقائه وصفائه وفكره. شكرا لكم أهل القصيم.. لدياركم.. لكل ما قوبلنا من حفاوة ومحبة. آخر البحر.. لعنترة بن شداد لا يحمل الحقدَ من تعلو به الرتبُ ولا ينال العلا من طبعه الغضب ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم إذا جفوه ويسترضي إذا عتبوا لله درُّ بني عبس لقد نسلوا من الأكارم ما قد تنسل العرب لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب يوم النزال إذا ما فاتني النسبُ