جميل ان نتدارك الخطأ، ونعود ادراجنا لنقطة البداية لنضبط خياراتنا ، حتى وان عدنا لزمن ما قبل التاريخ، فالعيب ليس في العودة انما العيب ان نهرم ونخرف ونحن على خطأ. بدأت الاحظ مقالات في صحف ورقية والكترونية يتحدث فيها كتابها عن ارائهم في امر ما، واعلم انهم يستدركون خطأ قد وقعوا فيه في مقالات او تصريحات سابقة، صحيح ان لغة المقال لا تدل على ذلك بطريقة مباشرة، لكنني اقرأ بين اسطرهم تجاعيد الشيخوخة، وانقطاع النفس،وذبول الهمة، فبعد ان كان طرحهم يعبر عن اخيلة بديعة وصور مؤثرة بليغة صار مقيداً بلا حكمة، معمهاً بلا افهام. كنت أراهم ذو نفوس ابيه،وطباع ثائرة،يستفزهم القبول والرفض، والشد والجذب، ،ويزدهيهم الطرب والغضب،فلم يتركوا شيئا يجول في النفس او يقع تحت الحس الا شكلوه جسداً مقالياً، فكانت الصحف - والورقيات وصفحات النت - ديوان فكرهم،وسجل وقائعهم وسيرهم،وشاهد صوابهم وخطأهم، ومادة حوارهم، ووجدوا فوق ذلك من يروونه عنهم بعفو المقصد نحسبهم كذلك!! انما لكل سطوع افول،اذا لم لم يكن على هدى صحيح، واتجاه حكيم، وقد هدى الله ابراهيم عليه السلام للحق بعد ان أفلت اشعة الشمس واضمحلت باضمحلال نورها. فالحياة تملك في ثناياها تجاذبات وتنافرات، والحكيم من يجعل منها ايقاعاً جوهرياً يتعلم منه كيف يتعامل مع الحقيقة كحقيقة، ليستطيع ان ينطلق في الاتجاه الصحيح الذي من شأنه ان يختصر عليه جهد المضن بما لديه وزمن الغالي بما عليه. وأخيراً : " جميل ان نقرأ الان تلك المقالات العائدة والاطروحات المستدركة،ورائع ان نفهم ونعي في هذه الفترة بالتحديد قضية تحريك الثابت وتثبيت المتحرك بقانونه الذي فطرنا الله عليه، فكما قيل : " فاذا سلمت الجلة فالنيب هدر". * متخصص في التأثير اللاواعي