أسماء المحمد - عكاظ بعد مرور ما يسمح من وقت لرصد كمية الهراء الدرامي والتغليب الواضح للكم على حساب الكيف نستطيع الحكم على «دراما رمضان»، والتي أصبحت بعد الإسراع في سلقها وتسليمها للبث وحشرها حشرا في شهر واحد، تفتقر لحس الابتكار والإبداع في مجمل الأعمال الرمضانية الخليجية، وعلى وجه الخصوص «الإنتاج» السعودي، وهو ما أسفر عن تداعي الحبكة الدرامية، وهذا ما اتسمت به غالبية الأعمال. لفت انتباهي أن ممثلين كبارا تراجع مستواهم بسبب مشاركتهم في أعمال عرضها التلفزيون السعودي «القناة الأولى» وهي قائمة عامرة من ممثلي الصف الأول في السعودية والخليج شاركوا في أربعة مسلسلات حصرية، من يستحضر اسم مسلسل واحد منها..؟ وحتى لا أتهم بالمبالغة هنا أسماء بارزة شاركت، مع حفظ الألقاب (محمد المفرح، خالد سامي، يوسف الجراح، عبد الرحمن الخطيب، علي السبع، محمد الكنهل، بشير غنيم، فخرية خميس، لطيفة المقرن، عبد الرحمن الخريجي، حسين المنصور، انتصار الشراح، خالد الحربي) لم أفهم مبررات تجسيد شخصيات المجتمع السعودي في المسلسلات المعروضة على القناة الأولى على أنها تتصف بالفقر المدقع المرتبط بالهبل والغباء وتناول شخصيات الحارات القديمة على أنها غير متزنة، قضاياها هزيلة.. «الحلقة الخامسة من مسلسل وراك وراك» خصصت ليكشف بطل المسلسل الفنان خالد سامي سر الحليب الذي يحتسيه الناس صباحا وهل مصدره من ناقة أم من بعير..!. لماذا لايوجد لدينا صناع نجوم يقدمون فنونا تحترم ذائقتنا وعقولنا..؟! لماذا المبدع لدينا ومهما توفرت له الإمكانات سقف الإبداع لديه منخفض..؟!. وسط هذا وذاك تأتي عودة «طاش» التي توقعنا أن تحترم عقولنا وذائقتنا، وعندما نتحدث عنه كمسلسل تلفزيوني تجاوز عمره عقدا ونصفا من الزمان، وعشنا مسافة تجاوزت ذلك تقدر بعشرين سنة من أعمارنا مع أبطاله الذين شاهدناهم يحاكون أوجاعنا، يطربنا أداؤهم أحيانا، ويزعجنا من «ينشز» منهم أحيانا أخرى، واحتجنا كمشاهدين واحتاجوا كنجوم ورواد بعد تجربة السنة الماضية إلى التوقف والتقاط الأنفاس، وإعادة قراءة ردة فعل المجتمع، إلا أن ذلك التوقع رافقته خيبة أمل نتمنى أن يزيلها قادم الأيام، والحلقات، رغم كون محاولاتهم في هذه السنة، تبدو حذرة كأنهم لم يكتسبوا كل هذه الخبرة والزخم، وفيما يبدو أن الجميع يحتاجون إلى وقفة وإعادة نظر للواقع الدرامي، على مستوى التلفزيون السعودي أو الفضائيات المهتمة بطرح دراما سعودية والبداية من وزارة الثقافة والإعلام كجهة داعمة ومنتجة، وأتصور أن احترام ذوق وتطلعات المشاهد ليس ترفا بالإمكان الاستغناء عنه.