شهدت مائدة العام الماضي من حصة الدراما الرمضانية نقدا لاذعا ومكثفا لا يرحم، وخرجنا منها هذا العام بنتيجة معقولة وزخم من المسلسلات المحلية، في محاولة لتحقيق قفزات نوعية توحي للمتابع بحجم الفرق بين أعمال العام الماضي وهذا العام، سواء ما طرح منها في الإعلام الوطني أو غيره. في العام الماضي تعرضنا للنشاز بأنواعه وشاهدنا كمية الهراء الدرامي والتغليب الواضح للكم على حساب الكيف، وكانت دراما رمضان بعد الإسراع في سلقها وتسليمها للبث وحشرها حشرا في شهر واحد، تفتقر لحس الابتكار والإبداع في مجمل الأعمال الرمضانية المحلية وحتى الخليجية، وعلى وجه الخصوص«الإنتاج» السعودي طاله النقد حتى انتهى هذا العام إلى مسلسلات تطورت فكرة معالجتها وتجاوزت مرحلة تجسيد شخصيات المجتمع السعودي على أنها تتصف بالفقر المدقع المرتبط بالهبل والغباء وتناول شخصيات الحارات القديمة على أنها غير متزنة، قضاياها هزيلة. بدت القضايا أعمق نسبيا في تناولها وطرحها وأسلوب معالجتها، والشخصيات أقرب إلى طبقات وشرائح المجتمع وأسلوب الإخراج يحترم المتلقي وبعض القضايا التي تمت معالجتها مستقاة مما يطرح في الإعلام، حتى بدت بعض المشاهد وكأنها تحاكي مرحلة حملة من حملات الكتاب والصحافيين ضد بعض القضايا مثل زواج الصغيرات وانفلونزا الخنازير، ومفارقات ما يعتور قضية المرأة والعمل بداية من مناقشة البطالة والبيع في محلات المستلزمات النسائية.. إلخ ما تناولته الصحافة خلال عام بين رمضان 2009 و2010، كان هناك إجماع على مناقشة قضية واحدة في عدة مسلسلات من وجوه ونجوم مختلفين وفي فضائيات وطنية وخاصة وهذا نضج مستحق بعد عاصفة انتقادات العام الماضي. المطلوب من الدراما ليس عكس ما كتبت عنه الصحافة بقدر حاجتنا إلى تحقيق التوازن بين الكم والكيف ومنح المساحات الكافية للمبدع لممارسة إبداعه، بعض الموهوبين يتم حشرهم في أدوار صغيرة لا تبرز مواهبهم، إلى جانب أهمية الخروج عن محاكاة ما تمور به الساحة الصحافية والعبور إلى واقع الدراما وإسهامها في ابتكار المعالجة الناتجة من خبرة ودراية وحس خلاق قادر على صياغة منتج درامي لا يجتر القضايا المطروحة وفي قالب مكرر لا يضيف للمتلقي ولا يتقدم بالدراما خطوات إلى الأمام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة