بعد أقل من أسبوعين، تحين الذكرى الثامنة للحادي عشر من سبتمبر، وهو الحدث الذي وضع العالم الإسلامي والإسلام ذاته، في بؤرة الاستهداف الدولي.. بعدما تحولا إلى "الجاني" و"المتهم" دون أن يجرؤ أحد في العالم إلا "قلة" من التيار الأمريكي المستقل، أن يخضع "أدلة" الإدارة الأمريكية الرسمية للمساءلة أو للعقل والمنطق. إخراج "الحدث الكارثة " بدمويته ووحشيته المفزعة، لم يترك للعقل مكانا في حينه، سيما وأن الآلة الإعلامية الأمريكية، نجحت في الهيمنة على العقول وعلى العواطف مدعومة بتهديد واضح وصريح من "جورج بوش" نفسه: من ليس معنا فهو ضدنا" .. تهديد لم يترك للآخرين حرية التفكير والمراجعة، وكان فيما يبدو يريد أن لا يترك للعقل فسحة من الآمان ليتساءل أو ليبحث عن إجابات عن ألغاز بدت من الهشاشة على النحو الذي لا يتيح لها فرصة الصمود أو المراوغة. بعد الحدث بعام أي عام 2002، أحصت بعض التقارير الغربية، نحو 300 كتاب عن أحداث سبتمبر، لا ندري أين هي!.. إذ لم يحظ بالتسويق الإعلامي ،إلا القليل منها الذي اتسق أو خدّم على الرواية الأمريكية الرسمية.. لم يلتفت أحد إلى "الأدلة" التي تقدمت بها واشنطن، رغم أنها كانت من "الكاريكاتورية" ما يبعث على الضحك.. كانت باختصار "أدلة مضحكة". روجيه جارودي .. في مقال له بعد الحدث قال أن 200 طيار مدني وعسكري، في ندوة لمناقشة الأحداث، أجمعوا على استحالة تصديق الرواية الرسمية الأمريكية، سيما تصوير الانفجار والحريق الهائل في البرجين التوأمين، وكأنه حريق انتقائي، التهم ما يريد وأبقى على ما يشاء، كأن يلتهم كل شيء، ثم يترك جوازات سفر لعرب مسلمين، ومصاحف وكتيبات لتعليم الطيران باللغة العربية. ال 200 طيار الذين حضروا الندوة، أكدوا أن عملية كبيرة من هذا النوع لا يمكن أن يقوم بها طيارون هواة، يتعلمون قيادة وتوجيه الطائرات من كتيبات تعليم بدائية ومضحكة. الطريف والمدهش، أن الأمريكيين، أعلنوا عن السيناريو الكامل للحدث وإعلان أسماء الجناة في اليوم التالي أي يوم 12 سبتمبر، بدون تحقيقات وكأن السيناريو، كان جاهزا في أدراج مكتب التحقيقات الفيدرالي! الأكثر طرافة أن أسامة بن لادن.. حتى اليوم غير مدرج على قائمة المطلوبين العشرة الأوائل الذين تتهمهم واشنطن بالضلوع في ارتكاب الحادث.. رغم أن بن لادن أصدر شريطا اعترف فيه بمسؤوليته عن تدمير رمزي القوة الاقتصادية الأمريكية والهجوم على البنتاجون.. الإدارة الأمريكية تعتبر اعترافه ليس دليلا على إدانته,, رغم أن السلطات الأمنية والقضائية الأمريكية تأخذ بمثل هذا الدليل في قضايا جنائية أخرى مثل الاتجار في المخدرات وما شابه.. أما في موضوع بن لادن ..فلا تأخذ به! بل من المفاجآت الكبيرة أن بن لادن ليس هو المطلوب رقم واحد أمريكيا بل يحتل المرتبة الثانية للمطلوبين لدى السلطات القضائية الأمريكية، بعد المكسيكي ""جورخيه البيرتو" المطلوب الأول لارتكابه جريمة قتل في حق سيدة وابنتيها.. بن لادن غير مدان أمريكيا إلا في أحداث نيروبي ودار السلام عام 1998 والتي راح ضحيتها 200 شخص! قائمة الألغاز طويلة ويضيق المقال لذكرها.. واعتقد أن الوقت قد كان حان لإخضاعها للمراجعة وللعقل.. لأنها تتعلق بحدث كبير سدد المسلمون وحدهم فاتورته الباهظة